اقتصادكم

دعت المخابز في تونس إلى الإضراب لمدة يوم واحد، وسط الاستياء المتزايد في الدولة التي تعاني من ضائقة مالية، وتحاول الحصول على دعم من صندوق النقد الدولي، وشهدت نقصاً كبيراً في الوقود هذا الشهر.

وتأتي دعوة نقابة الخبازين للاحتجاج عقب نقص الوقود غير المسبوق في وقت سابق من هذا الشهر، ما أثار مخاوف بين التونسيين من أنَّ الندرة التي طالت أشهرا المواد الأساسية، مثل زيت الطهي ودقيق القمح المدعوم والمعكرونة، ستزداد سوءاً.

وتعتمد تونس بشكل كبير على واردات الغذاء والطاقة، كما تضرر اقتصادها من الاضطرابات وسط أسوأ توترات سياسية تشهدها منذ عقد. وفي الأسبوع الماضي، فاجأ البنك المركزي الأسواق برفع سعر الفائدة الذي أُضيف إلى الصعوبات التي تقابلها الحكومة التي تتجه بشكل متزايد إلى أسواق المال المحلية لجمع السيولة، بينما تجري محادثات حول برنامج قرض جديد مع صندوق النقد الدولي.

وتواجه السلطات بالفعل، معارضة من النقابة العمالية القوية للاتحاد العام التونسي للشغل بشأن خطط لخفض الدعم بشكل كبير على المواد الرئيسية، مثل الخبز والكهرباء لمعظم التونسيين، وخفض الإنفاق على القطاع العام المتضخم.

وتأمل السلطات في الحصول على بين ملياري دولار و4 ملايير من صندوق النقد الدولي، وسيكون الاتفاق ضرورياً لدعم الشؤون المالية لدولة، كانت مدرجة على قائمة مراقبة التعثر للمستثمرين لعدة أشهر.

وأعلنت الولايات المتحدة أمس الخميس، عن 60 مليون دولار على شكل "مساعدة سريعة" لإعانة الحالات الأكثر فقراً في تونس، بينما استغلت البلاد "المخزون الاستراتيجي" من المنتجات النفطية المكررة هذا الشهر في الغالب، بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، حسب ما قال رئيس شركة التكرير الوحيدة في البلاد لـ"موزاييك إف إم".

وأفادت وسائل الإعلام المحلية نقلاً عن الصادق الحبوبي، أمين مال الغرفة الوطنية للمخابز، أنَّ نقابة الخبازين في البلاد دعت أعضاءها إلى تنظيم اعتصام يوم 18 أكتوبر المقبل، وعدم إنتاج الخبز في ذلك اليوم. وقال إنَّ الجماعة تضغط على السلطات بسبب عدم دفع الإعانات الحكومية للخبز لمدة 14 شهراً.

وأشار الرئيس قيس سعيد أخيرا، إلى أنَّ بعض النقص قد يكون مصطنعاً، إذ حث رئيس وزرائه على "الحفاظ على استمرارية الخدمات العامة والدور الأساسي للإدارة في تلبية احتياجات المواطنين". كما شدد على "الحاجة إلى ترشيد الإنفاق".