اقتصادكم
شارفت احتياطيات الغاز الطبيعي في أوربا على الامتلاء، ولكن ذلك قد لا يكون كافياً للقارة العجوز لتجاوز فصل الشتاء.
بلغت سعة التخزين في القارة 90.1% في 16 غشت، وفقاً لأحدث البيانات من مجموعة "غاز إنفراستراكتشور يوروب". هذا يعتبر أعلى مستوى مسجل لهذا الوقت من السنة، وقبل 1 نونبر، وهو الموعد الذي وضعه الاتحاد الأوربي للوصول إلى هذا الهدف.
ومع ذلك؛ لم تصمم المخزونات لتوفير إمدادات الغاز الشتوية للمنطقة بكاملها، في وقت اقتراب عاصفة من المخاطر. فإضرابات العمال المحتملة في أستراليا تهدد بتشديد السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال، بينما ما تزال أوربا تتعامل مع انخفاض التدفقات من روسيا وسط الحرب في أوكرانيا، كما أدت الانقطاعات المطولة في النرويج مؤخراً إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما يذكر بهشاشة السوق.
بعبارة أخرى؛ فإن أزمة الطاقة في أوربا لم تنتهِ بعد. العقود الآجلة القياسية الهولندية تتجه نحو مكاسب أسبوعية ثالثة، على خلفية استمرار مخاوف الإمدادات، بينما تتقلب أمس الجمعة.
المفوضة الأوربية للطاقة كادري سيمسون قالت في بيان أمس، إن أمن الطاقة في القارة "في وضع أكثر استقراراً بكثير مما كان عليه في هذا الوقت من العام الماضي. لكننا رأينا في الأسابيع الأخيرة أن سوق الغاز ما تزال حساسة".
يبدأ موسم الشتاء في المنطقة رسمياً من أكتوبر حتى مارس، يمكن أن يغطي التخزين بما يصل إلى ثلث طلب الاتحاد الأورذبي على الغاز في موسم التدفئة، وفقاً للمفوضية الأوربية. لكن الكثير يعتمد على الأحوال الجوية، فدرجات الحرارة المتدنية يمكن أن تسرع عمليات السحب من المخزونات الموجودة تحت الأرض.
تختلف مخزونات الغاز أيضاً حسب البلد. تجاوزت دول عدة من بينها ألمانيا وهولندا وإسبانيا بالفعل هدف الاتحاد الأوروبي. ولكنَّ فرنسا خارج هذه المجموعة؛ إذ تبلغ نسبة المخزونات لديها نحو 84%، بعدما تعطلت إمداداتها من الطاقة في وقت سابق من هذا العام بسبب الإضرابات على مستوى البلاد.
ورغم أن أسعار الغاز الأوربية أقل بنسبة 90% تقريباً من ذروتها في السنة لماضية؛ فإنَّ توتر السوق والتقلبات الشديدة، أمور موجودة لتبقى، نظراً لأن الإمدادات العالمية ما تزال شحيحة.
ألمانيا حذرت بالفعل من أن مخاطر النقص ستستمر حتى أوائل 2027، ما لم يتم إضافة المزيد من البنية التحتية للغاز. سيعتمد توازن السوق في العام المقبل على كمية الوقود التي سيتم تخزينها بعد هذا الشتاء.