اقتصادكم
حذر صندوق النقد الدولي من أن انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، قد يرفع أسعار الحبوب إلى حوالي 15 %.
ويأتي ذلك بعد أقل من أسبوع من تصريح للصندوق قال فيه إن انسحاب روسيا سيضر دولا تعتمد بشكل كبير على شحنات الحبوب من أوكرانيا، لا سيما في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.
وقال بيير أوليفييه جورينشا، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد، إن الانسحاب سيضغط على الأسعار، متوقعا ألا تتراجع مستويات التضخم الحالية إلا بحلول 2025.
وقلصت العقود الآجلة للقمح في شيكاغو مكاسبها عند الإغلاق أمس الثلاثاء عقب ارتفاعها إلى أعلى مستوى في 5 أشهر في وقت سابق من جلسة أمس، بعد أن أثارت هجمات روسية على موانئ أوكرانية مخاوف بشأن الإمدادات العالمية على المدى الطويل.
وارتفع عقد شتنبر للقمح في مجلس شيكاغو للتجارة لتبلغ عند التسوية 7.60 دولارات للبوشل، متراجعا من قفزة 7.77 دولارات للبوشل، هي الأعلى للعقد منذ 21 فبراير لماضي.
أما عقد دجنبر للذرة فاختتم التعاملات منخفضا عند 5.65 دولارات للبوشل، وتراجع عقد نونبر لفول الصويا ليبلغ عند التسوية 14.20 دولارا للبوشل.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا روسيا للعودة إلى الاتفاق، محذرا من تأثير مدمر على "البلدان الضعيفة التي تكافح من أجل إطعام شعوبها".
وفي غضون ذلك، يتوقع مجلس الحبوب الدولي الذي يجمع الدول المستوردة والمصدرة الرئيسية لها -باستثناء الأرز- إنتاج 2.3 ملايير طن من الحبوب (ذرة وقمح وشعير)، وهي زيادة طفيفة مقارنة بموسم 2021-2022 الذي سبق عاما صعبا في 2022-2023 بسبب الجفاف، وفقا للتقديرات المنشورة في يوليو/تموز.
ويستمر إنتاج الذرة في الارتفاع مع ما يقدّر بحوالي 1.22 مليار طن، بزيادة 5.5 % على أساس سنوي، ويعزى ذلك إلى توسع المساحات المخصصة للحبوب الصفراء في الولايات المتحدة والمحصول الجيد المتوقع في البرازيل.
ويقدّر مجلس الحبوب الدولي الإنتاج العالمي من الأرز، الحبوب الأكثر استهلاكا على الكوكب إلى جانب القمح، بحوالى 527 مليون طن، بزيادة 2.5% عن الموسم السابق.
في المقابل، يقدر المجلس أن إنتاج القمح سيتراجع إلى 784 مليون طن، في انخفاض بنسبة 2.4% مقارنة بالسنة الماضية، عندما كان المحصولان الروسي والأسترالي استثنائيين.
وقال سيباستيان بونسليه، المتخصص في الحبوب في مؤسسة "أغريتل"، "بحسب آخر تقرير شهري صادر عن وزارة الزراعة الأميركية، يبلغ مخزون القمح لدى المصدّرين الرئيسيين حوالى 55 مليون طن، وهو الأدنى منذ 10 سنوات، في حين لم يزد الإنتاج بشكل كبير منذ 3 سنوات.
وتضاف إلى ذلك الأخطار المناخية والجيوسياسية، في حين يتزايد القصف الروسي على الموانئ الأوكرانية.
وأضاف بونسليه "الوضع في أوكرانيا يثير قلق البلدان المستوردة التي قد تميل إلى التخزين"، ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى تضخم أسعار الأغذية.