اقتصادكم
بينما يلقي شبح التضخم بظلاله لعدة أشهر على جميع دول العالم، دون تمييز، يواجه بلد في جنوب القارة الأفريقية وضعا أكثر إثارة للقلق، مع معدلات قياسية تستقر عند ثلاثة أرقام.
ولتجنب رؤية مدخراتها تتآكل في البنوك، اضطرت الأسر والشركات في كافة أنحاء البلاد إلى البحث عن حلول " غير تقليدية "، لتبزغ في الأفق فكرة غير عادية في هذا السياق القاتم: الاستثمار في الأبقار!.
ويتعلق الأمر في الواقع بالاتجاه الجديد في هذا البلد الواقع في جنوب القارة الأفريقية، إذ أدت الأزمة الاقتصادية، إلى جانب الظروف الدولية غير المواتية، إلى فقدان الثقة في البنوك وأنظمة التقاعد.
وهكذا، أضحى شراء الماشية خيارا ماليا شائعا للغاية بالنسبة لبعض الزيمبابويين الذين لم يعودوا يرغبون في ايداع أموالهم لدى مؤسسات بنكية، والتي تعتبر شديدة التأثر بالصدمات الاقتصادية التي تهز البلاد بشكل متوالي.
وتكمن الصدمة الأخيرة في الصراع في أوكرانيا الذي دفع أسعار السلع العالمية للارتفاع، والتي أثرت بشدة على زيمبابوي، إذ ارتفع معدل التضخم إلى 192 % في يونيو الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من سنة.
من جهة أخرى، تراجع الدولار الزيمبابوي، وهو أسوأ العملات أداء في أفريقيا هذه السنة، بعد أن فقد أكثر من ثلثي قيمته مقابل الدولار الأمريكي ، بشكل حاد ، ما دفع الأسعار إلى الارتفاع. ولإيجاد مخرج لهذا الوضع، ان على السلطات الزيمبابوية أن تجتهد أكثر، وفي النهاية، خرج البنك المركزي الزيمبابوي بفكرة غير متوقعة: طرح قطع نقدية ذهبية للبيع على شكل عملة.
وفقا للمؤسسة، من المقرر سك ما مجموعه 2000 قطعة نقدية ذهبية يمكن تحويلها إلى نقد وتداولها محليا ودوليا. لكن النتيجة لم تثير الحماس المتوقع بين المستثمرين، والدليل على ذلك أن التضخم لا يزال مستمرا في مساره التصاعدي. بالمقابل، فإن سوق الثروة الحيوانية آخذ في الارتفاع بالفعل. وأكد الخبير الاقتصادي، غيفت موغانو، أن الاستثمار في الأبقار له فوائد تفوق بكثير تلك المستمدة من الحصول على عملات ذهبية.
وبنبرة مماثلة، قال تيد إدواردز ، المدير العام لشركة تدبير الأصول، إن الأبقار تتمتع بقيمة مستقرة أثبتت بمرور الوقت قدرتها على امتصاص الصدمات التضخمية