رويترز
اقتصادكم - صفاء صبري
كشفت دراسة حديثة، أن حوالي 100 مليون شخص حول العالم تم دفعهم إلى الفقر المدقع بسبب تداعيات كوفيد19.
الدراسة نتاج شراكة بين البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، تم تقديمها خلال نشاط على الأنترنت يوم 24 يناير الجاري، بعنوان بارز: " دور التجارة في البلدان النامية لتحقيق التعافي".
ناقش البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية في اللقاء الدور الرئيسي للتجارة في الحد من الفقر، وأكدوا أنها تحتاج إلى المزيد من التدابير لتشجيع البلدان النامية على استخدامها كأداة للنمو.
نغوزي أوكونجو إيويالا المديرة العامة للمنظمة الدولية للتجارة في ملاحظاتها الافتتاحية، قالت إنه "يمكن دعم التجارة للتعافي السريع من وباء كوفيد19، ولكن فقط إذا تأكدنا من أن الجميع يمكن أن يشارك بشكل كامل في التجارة ويستفيد منها"..
التجارة سبيل الدول النامية للتعافي من الوباء
أبرزت الدراسة سبل مساعدة التجارة الدولية البلدان النامية على التعافي من وباء كوفيد19، وقدرتها على تعزيز القدرة الاقتصادية في مواجهة الصدمات العالمية في المستقبل، والحد من الفقر، والتخفيف من انبعاثات الكربون، وكذا التكيف مع تغير المناخ.
وشددت الدراسة على أنه بينما يساعد الحفاظ على التجارة مفتوحة وسلاسل القيمة العالمية على دفع الانتعاش الاقتصادي، فإن تعزيز قدرة البلدان النامية على التجارة سيكون ضروريًا لتوزيع المكاسب من التجارة على نطاق أوسع ولدعم الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.
وشددت رئيسة المنظمة على أن "التعافي من جائحة كورونا، مثل تحديا كبيرا، وهو يتيح أيضا فرصة لصانعي السياسات لإيجاد حلول خلاقة ومبتكرة".
السياسات يمكن أن تجعل التعافي أكثر مرونة
وأضافت أن "السياسات توفر موردا واضحا وموجزا لدعم التعافي الأكثر مرونة، وأكثر إنصافا وشمولا عبر البلدان والمجتمعات، وأكثر دعما للانتقال المنخفض الكربون والعادل."
من جهتها قالت ماري بانغستو، المديرة الإدارية في البنك الدولي في ملاحظاتها الافتتاحية، "كلما خرجنا من الأزمة الاقتصادية، سنحت لنا الفرصة لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي ليصبح نظاما أكثر خضرة وأكثر مرونة وشمولاً للجميع، ويمكن للتجارة أن تكون أداة قوية لتحقيق هذا الهدف، عن طريق سياسات سليمة".
أما تيبو مونشي، وزير التجارة في بنغلاديش، فأشار إلى المساهمة الرئيسية للتجارة في اقتصاد بنغلاديش، وشدد على أنه "بالإضافة إلى خلق فرص العمل وتوليد الدخل، فإن التجارة تيسر أيضا إمدادات وتوافر اللوازم الطبية ومعدات الحماية الشخصية واللقاحات لمكافحة الوباء".
وفي السياق ذاته قال ماريا كيسمينا لومبانا فيلالبا وزير التجارة والصناعة والسياحة في كولومبيا، "إن التجارة العالمية كانت حلقة رئيسية في التصدي للوباء وفي دعم الانتعاش الاقتصادي.
التجارة تربط جميع قطاعات الاقتصاد
وفي السياق ذاته قالت "بيتي سي ماينا"، سكرتيرة مجلس الوزراء بوزارة التصنيع والتجارة وتنمية المؤسسات الكينية: "إن التجارة تلعب دورا مهما في نمو البلدان وتنميتها من خلال روابطها مع جميع قطاعات الاقتصاد".
وأوضحت أن التجارة تدعم قطاعات الزراعة والتصنيع والخدمات من خلال إنشاء أسواق تصل من خلالها السلع والخدمات إلى المستهلك، وبالتالي فهي توفر قناة يتم من خلالها تحقيق آثار النمو الاقتصادي من قبل العديد من اللاعبين في الاقتصاد ".
وشددت ماينا على أهمية جذب الاستثمار من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، للمساعدة في تحسين البنية التحتية لأفريقيا وتعزيز اتصالها الرقمي وزيادة التجارة.
وشملت النقاشات أيضا فوائد تنفيذ اتفاق منظمة التجارة العالمية لتيسير التجارة من أجل تخفيف تدفق السلع والخدمات عبر الحدود.
التكنولوجيات الخضراء لدعم البلدان النامية
وشدد المتحدثون على أن زيادة التجارة في التكنولوجيات الخضراء يمكن أن تدعم انتقال البلدان النامية إلى اقتصاد منخفض الكربون، كما يمكن تعبئة الموارد من خلال مبادرة المعونة مقابل التجارة التي تقودها منظمة التجارة العالمية لتمويل أنشطة المساعدة التقنية وبناء القدرات من أجل تقنيات قياس الكربون وإمكانية تعقبه.