اقتصادكم ـ متابعات
يواصل التضخم في قطاع النفط ارتفاعه، بينما لا يرى مسؤولو الشركات العاملة في القطاع سبباً لتوقع تباطؤ ضغوط التكلفة التي طالت كل شيء، بدءاً من الأنابيب، ووصولاً إلى رمال التكسير قريباً.
جاءت ارتفاعات الأسعار سريعة ودراماتيكية، إلى درجة اضطر معها الرؤساء التنفيذيون إلى مراجعة خطط زيادة الإنفاق السنوية، لمجرد المحافظة على مستهدفات إنتاج النفط والغاز الطبيعي.
يحذر هؤلاء المسؤولين من صعوبة القيام بأي زيادة كبيرة في إنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة، في ظل التضخم المتفشي في القطاع، رغم الحوافز التي يوفرها تخطي سعر النفط عتبة 100 دولار للبرميل.
ارتفعت أسعار النفط القياسية الأمريكية والدولية بأكثر من 40% هذا العام، حيث قابل الطلب القوي بعد الوباء، نمو ضعيف في إمدادات النفط الخام، مع اضطرابات الأسواق العالمية التي نجمت عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
قال جون كريستمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أبا كورب" (APA Corp) خلال مؤتمر عبر الهاتف، الخميس: "أي محاولة لزيادة الإنتاج في الولايات المتحدة ستكون صعبة من الناحية اللوجستية، وغير فعالة من الناحية الاستثمارية، في ظل الاختناقات الكبيرة في سلسلة التوريد، وندرة معدات إنتاج النفط والموظفين الميدانيين".
"أبا كورب"، وهي شركة التنقيب عن النفط التي كانت تعرف سابقاً باسم "أباتشي" (Apache)، رفعت ميزانية الحفر للعام بأكمله بنسبة 8% هذا الأسبوع، ما تسبب في قلق المستثمرين الذين لم يعتادوا على مثل تلك المراجعات بعد أشهر قليلة من الإعلان عن الخطة. وتراجع سهم الشركة 10%، ما أدى إلى انخفاض بما يزيد على 1.5 مليار دولار في القيمة السوقية للشركة في أقل من ثلاث ساعات خلال تداولات الخميس، ليواصل تراجعه بنحو 0.5% في بداية تعاملات الجمعة.
كذلك رفعت "كونوكو فيليبس" (ConocoPhillips) خطتها للإنفاق بنسبة 8%، بينما رفعت "مورفي أويل" (Murphy Oil)، و"لاريدو بتروليوم" (Laredo Petroleum) خطتيهما بنسبة 7% و6% على التوالي.
ضرب تضخم الأسعار كل أركان دورة التنقيب عن النفط وإنتاجه، حيث قالت شركات الحفر إنها تعاني من صدمة في أسعار كل شيء، بدءاً بالحفارات والعمال، ووصولاً إلى وقود الديزل ورمل التكسير.
قالت شركة "كونتيننتال ريسورسز" (Continental Resources)، عملاقة النفط الصخري، إن سعر الأنابيب الفولاذية المستخدمة في تبطين آبار النفط من الداخل، قفزت بنحو 7% في شهر مارس فقط. في الوقت ذاته، أشارت شركة النفط الصخري، "كوتيرا إنرجي" (Coterra Energy)، إلى أن تسليم الأنابيب ومعدات ضغط الهواء والإنتاج الأخرى، قد يستغرق عامين.
قالت الشركتان، إن تكاليف الحفر والإنتاج الخاصة بهما ارتفعت بنسبة تتراوح بين 16% و20% على أساس سنوي، ما يمثل زيادة أخرى على ارتفاع التكلفة الذي كان متوقعاً في وقت سابق من العام الجاري، عندما كان القطاع يستعد لارتفاع التكلفة في نطاق 10% إلى 15%.
قال ريان لانس، الرئيس التنفيذي لشركة "كونوكو فيلبس"، تعليقاً على ارتفاع التضخم، خلال مؤتمر عبر الهاتف: "أعتقد بأن التضخم باق معنا لفترة، وليس مؤقتاً، وسنضطر إلى التعامل معه".
رفعت شركة "هيس" (Hess) ميزانية الإنفاق الرأسمالي بنحو 100 مليون دولار هذا العام، ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى زيادة بنسبة 7% في تكاليف الحفر والتكسير في منطقة باكين شل، في نورث داكوتا.
كذلك، أعرب سكوت شيفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة "بايونير ناتشورال ريسورسيز" (Pioneer Natural Resources)، عن قلقه من إعاقة نقص الإمدادات للإنتاج. وقال شيفيلد للمستثمرين: "أعتقد بأنه سيكون من الصعب رفع" بعض توقعات "وول ستريت" لزيادة المعروض من النفط، و"يدفعني ذلك إلى توقع ارتفاع أسعار النفط".
يحاول المسؤولون التنفيذيون في شركات النفط الصخري الحد من المعاناة التي يتسبب بها ارتفاع التكاليف، عن طريق طلب الإمدادات في وقت مبكر، ومحاولة تقليل النفقات لكل وحدة، عبر القيام بأشياء مثل حفر آبار جانبية أطول.
قال توم جوردن، الرئيس التنفيذي لشركة "كوتيرا إنرجي"، للمستثمرين والمحللين: "نطلب مسبقاً الكثير من الأشياء لعام 2023، وهو أمر رائع في ظل طول المدة الزمنية بين الطلب والتسليم". وأضاف: "رغم تراجع الكفاءة التشغيلية، إلا أن التضخم يضغط على أوجه إنفاق رأس المال لدينا".