اقتصادكم - حنان الزيتوني
رغم وفرة البطيخ أو ما يعرف بـ "الدلاح" في الأسواق المغربية خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن الأسعار واصلت منحاها التصاعدي في عدة مناطق، مما أثار تساؤلات عديدة لدى المستهلكين، خاصة في ظل موجات الحرارة المتزايدة التي تزيد من الإقبال على هذه الفاكهة الصيفية.
فبين العرض والطلب، والمضاربات اليومية، تبدو المعادلة غير متوازنة في نظر المواطن البسيط.
ويزيد من تعقيد هذا الوضع التفاوت الكبير في الأسعار بين منطقة وأخرى، بل وحتى خلال اليوم الواحد. ففي بعض الأسواق الشعبية، يباع الكيلوغرام في الصباح بحوالي درهمين، لكنه قد يرتفع إلى خمسة أو ستة دراهم في المساء، نتيجة تزايد الطلب وتراجع الكميات المعروضة في فترات الذروة.
أسعار تواصل الارتفاع
وتعليقا على الموضوع، اعتبر بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن وفرة البطيخ في السوق لا تعني بالضرورة انخفاض الأسعار، لأن هناك عوامل عديدة تتحكم في المنظومة.
وفي تقدير الخراطي، مصرحا لموقع "اقتصادكم": "أسعار البطيخ تعرف تباينا حسب المناطق وتوقيت الشراء، والمستهلك هو الذي يخلق أحيانا هذا الخلل في السوق. فالبطيخ هو فاكهة الموسم بامتياز، لكن الإقبال الكبير عليه يؤدي إلى ارتفاع طبيعي في الأسعار بنحو 10 في المئة. وفي بعض المناطق، خصوصا بعد تراجع إنتاج منتوج زاكورة إثر موجة الرعد، تم سحب هذا المنتوج من السوق، مما أدى إلى تقلص العرض نسبيا".
وأضاف الخراطي أن السوق المغربي حر بطبيعته، والأسعار تتحكم فيها عدة عوامل، أبرزها كلفة المواد الأولية وتكاليف الإنتاج والنقل.
تأثير العوامل الخارجية
وأردف قائلا: "مقارنة بالسنة الماضية، الأسعار تشهد منحى تصاعديا، ومن الطبيعي أن ننتظر ارتفاعا إضافيا إذا استمرت الحرب بين إيران وإسرائيل، لأن ذلك سيؤثر على أسعار النفط، وبالتالي على كلفة النقل واللوجستيك".
يبدو أن الأسعار مرشحة لمزيد من الارتفاع خلال هذا الصيف، في ظل استمرار ارتفاع أسعار المواد الأولية على الصعيد العالمي، وتزايد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب الإقبال الكبير على الفواكه الموسمية. وبين الرغبة في الاستمتاع بموسم البطيخ وضرورة ضبط الميزانية اليومية، يجد المستهلك نفسه في مواجهة معقدة تفرض عليه موازنة دقيقة بين الحاجة والمتعة.