اقتصادكم
في إطار تطوير الخط الجديد للقطار فائق السرعة الرابط بين القنيطرة ومراكش، وقّعت شركة Site الإيطالية، المتخصصة في البُنى التحتية التكنولوجية المتكاملة، أكبر عقد لها على الإطلاق خارج البلاد في قطاع السكك الحديدية، وذلك بعدما أسند إليها المكتب الوطني للسكك الحديدية تنفيذ مشروعين بقيمة تفوق 140 مليون يورو.
ويمثل هذا المشروع، حسب بلاغ للشركة، بنية تحتية استراتيجية استعدادًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، حيث سيصبح هذا الخط، الممتد على مسافة 400 كيلومتر، رابطًا بين محاور لوجستية ومطارات، من الدار البيضاء إلى مراكش، مرورًا بملاعب مولاي عبد الله والحسن الثاني.
وذكر موقع ilsole24ore الإيطالي أن شركة Site ستتولى إنجاز شبكة الاتصالات الكاملة للسكك الحديدية، بما يشمل نقل البيانات عبر الألياف البصرية عالية السعة، وشبكة الاتصالات اللاسلكية (GSM)، إلى جانب أنظمة التغذية الكهربائية، وتصميم حلول الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية، وذلك وفقًا لمعايير النظام الأوروبي ERTMS - المستوى 2 (نظام إدارة حركة القطارات عالي الكثافة والسرعة، يضمن الأمان والتشغيل البيني وزيادة القدرة الاستيعابية).
كما تشمل المهام الموكلة تنفيذ أعمال الهندسة المدنية التحضيرية وتكامل الأنظمة، وذلك ضمن تحالف تقوده الشركة الفرنسية Compagnie des Signaux (من مجموعة Mermec)، ويضم أيضًا شركتين إيطاليتين، من بينهما GCF - Generali Costruzioni Ferroviarie التي أوكل إليها ONCF مسؤولية تنفيذ الجانب التكنولوجي المرتبط بالإشارات.
وقال ستيفانو بورغي، رئيس ومدير عام مجموعة Site:"نحن فخورون باختيارنا كمُدمج للأنظمة في هذا المشروع الطموح. إنه تأكيد على قدرتنا في إدارة مشاريع معقدة تجمع بين الاتصالات والطاقة والأمن، من خلال حلول موثوقة وقابلة للتوسع".
وأضاف بورغي أن شمال إفريقيا تمثل "منطقة استراتيجية للتوسع"، وأن هذا المشروع الجديد يعزز حضور الشركة في "سوق يشهد نموًا متسارعًا".
وقال لوكا ألفانو، مدير وحدة النقل بالشركة:"هذا العقد يبرز كل قدراتنا متعددة التخصصات، من تصميم الشبكات المعقدة إلى حماية البنى التحتية الحيوية، ويعزز مكانتنا الدولية في قطاع السكك الحديدية عالية التقنية".
ويُندرج هذا المشروع الجديد في إطار خطة وطنية أطلقها الملك محمد السادس لتوسيع شبكة السكك الحديدية في المغرب إلى أكثر من 5000 كيلومتر من الخطوط ذات السرعة العالية والمتوسطة، بهدف تغطية 43 مدينة بدلًا من 23 حاليًا، والوصول إلى 87% من السكان، وتحويل المغرب إلى منصة لوجستية قارية جاذبة للاستثمارات والسياحة استعدادًا لكأس العالم 2030.