أجرى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، اليوم الجمعة، زيارة ميدانية إلى جهة الداخلة وادي الذهب، وذلك للاطلاع على تقدم أشغال عدد من المشاريع الهيكلية التي تندرج في إطار تنفيذ استراتيجيتي الجيل الأخضر وأليوتيس.

تركزت الزيارة في المقام الأول على مشروع تحلية مياه البحر بالداخلة.
وقام الوزير بعد ذلك، برفقة كاتبة الدولة لدى وزير الصيد البحري  زكية دريوش، بزيارة مشاريع زراعية وصيد بحري. وتشمل هذه المشاريع البنية التحتية التجارية للمنتجات الزراعية، ووحدة صناعية مخصصة لتنمية الثروة السمكية، وإطلاق عملية توزيع إشارات الراديو لصالح القوارب الحرفية.
مشروع ري مساحته 5200 هكتار باستخدام تحلية مياه البحر
وكان مشروع تحلية مياه البحر أحد المعالم الرئيسية لهذه الزيارة. ويتعلق هذا المشروع الهيكلي، الذي تم إطلاقه في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، سنة 2016، ببناء محطة لتحلية المياه تعتمد على طاقة الرياح وشبكة ري حديثة. ويتم تنفيذه في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، باستثمار إجمالي قدره 2,6 مليار درهم.

يتضمن هذا المشروع على وجه الخصوص ما يلي:
• إنشاء محطة لتحلية مياه البحر بطاقة سنوية قدرها 37 مليون متر مكعب، منها 30 مليون متر مكعب للري و7 ملايين متر مكعب لتعزيز تزويد مدينة الداخلة وضواحيها بالمياه الصالحة للشرب؛
• تجهيز وري مساحة زراعية تبلغ 5200 هكتار؛
• إنشاء مزرعة رياح بقدرة 60 ميجاوات لضمان إمدادات الطاقة المستدامة، وتقليل البصمة الكربونية للمشروع وتعزيز تكامله البيئي.
• ⁠
سيمكن هذا المشروع الهيكلي من تجهيز 219 مشروعًا زراعيًا، بما في ذلك 100 مزرعة صغيرة سيتم تخصيصها للمزارعين الشباب في المنطقة، مما يساهم في خلق فرص العمل وتنمية الأراضي وإنشاء جيل جديد من المزارعين.

ويشكل المشروع، الذي وصل الآن إلى مرحلة متقدمة من التنفيذ، رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، حيث سيساهم في توفير إمدادات مستدامة من الفواكه والخضروات للأسواق.

تحديث البنية التحتية التجارية
تم زيارة بنيتين تحتيتين رئيسيتين: السوق المحلي وسوق الجملة للفواكه والخضروات، الذي تم بناؤه بالشراكة مع بلدية الداخلة. ويهدف تحديثها إلى تحسين قنوات التسويق والظروف الصحية. ويقدر المستوى العام لتقدم سوق الجملة بنحو 90%.

تثمين موارد الثروة السمكية
قام الوفد بزيارة وحدة صناعية مخصصة لتجهيز الأسماك. ويعبئ هذا المشروع، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 140 طنًا يوميًا، والذي يوجد في المرحلة النهائية من التنفيذ (95%)، استثمارًا بقيمة 127 مليون درهم، وسيوفر 498 منصب شغل مباشر وغير مباشر.

كما قامت بزيارة مشروع متكامل لتنمية الأسماك السطحية الصغيرة، والذي تم إطلاقه في إطار دعوة للتعبير عن الاهتمام أطلقتها أمانة الدولة للثروة السمكية البحرية. ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء ست وحدات صناعية بالداخلة، بغلاف مالي قدره 1,16 مليار درهم، ومن المتوقع أن يوفر 4378 منصب شغل. ويهدف إلى زيادة حصة الموارد ذات القيمة المحلية وتطوير القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.

إطلاق برنامج توزيع إشارات الراديو
وفي مقر غرفة مصايد الأسماك البحرية في جنوب الأطلسي، عقد الوزير، برفقة وزير الدولة لمصايد الأسماك البحرية، اجتماعا مع محترفي صيد الأسماك البحرية.

وتميز هذا الاجتماع بإطلاق عملية توزيع إشارات الراديو كجزء من معدات القوارب الحرفية العاملة على ساحل المحيط الأطلسي الجنوبي لتحديد مواقع الكوارث. ويتعلق الأمر بتجهيز 6183 قارب صيد تقليدي، منها 3207 بالداخلة. ويهدف هذا المشروع، الذي تم تمويله من قبل كتابة الدولة للصيد البحري بقيمة 20.6 مليون درهم، إلى تحسين ظروف العمل والسلامة في البحر.

نحو تسريع مشاريع الهيكلة
وقد أتاحت هذه الزيارة فرصة للاطلاع على التقدم الملموس للمشاريع التي تم تنفيذها لتعزيز التنمية الزراعية والسمكية في المنطقة. كما أنها تعكس رؤية الملك،التي يجسدها النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي يرتكز على تكوين تجمعات تنافسية مندمجة في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والصناعة والسياحة.