التفاصيل الكاملة لأول محطة رياح بحرية في المغرب وأفريقيا

آخر الأخبار - 20-06-2025

التفاصيل الكاملة لأول محطة رياح بحرية في المغرب وأفريقيا

اقتصادكم

 

يخطط المغرب لإطلاق أول محطة رياح بحرية في تاريخه، والتي ستكون أيضًا الأولى من نوعها على مستوى القارة الأفريقية، في خطوة طموحة تندرج ضمن استراتيجية المملكة الرامية إلى رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 52% من مزيج الكهرباء الوطني بحلول عام 2030.

المشروع المرتقب سيقام قرب مدينة الصويرة، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1000 ميغاواط، ما يعزز مكانة المغرب كقوة صاعدة في مجال الطاقة الخضراء.

وقد جرى الكشف عن المشروع رسميًا يوم 10 يونيو 2025 في مدينة نيس الفرنسية، خلال فعاليات يوم البحر الأبيض المتوسط على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC3).

تمويل ودعم من شركاء دوليين

يُعد المشروع من أوائل الاستثمارات الممولة من شراكة البحر الأبيض المتوسط الزرقاء (MBP)، وهو صندوق متعدد المانحين يهدف إلى دعم الاقتصاد الأزرق المستدام في مناطق جنوب المتوسط والبحر الأحمر.

من المرتقب أن تنطلق أشغال بناء أول محطة رياح بحرية في المغرب بحلول عام 2029، ضمن توجه حكومي واضح لتعزيز استقلالية البلاد الطاقية، وزيادة الجاذبية الصناعية، وتحسين التنافسية الاقتصادية.

وأكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن هذا المشروع ينسجم تمامًا مع رؤية المغرب في قطاع الطاقة، مشددة على أن الرياح البحرية تمثل مستقبلًا واعدًا لإنتاج الكهرباء النظيفة.

معطيات قوية تعزز جدوى المشروع

اختير ساحل الصويرة لاحتضان المشروع لما يتميز به من رياح بحرية قوية ودائمة، بمتوسط سرعة يبلغ 11 مترًا في الثانية، ما يضمن مردودية فنية عالية في إنتاج الكهرباء ويعزز الجدوى الاقتصادية للاستثمار.

تقدم كبير في طاقة الرياح بالمغرب

؛ارتفعت القدرة التراكمية لطاقة الرياح في المغرب من 1.898 غيغاواط سنة 2023 إلى 2.368 غيغاواط في 2024، حسب معطيات منصة "الطاقة".

بلغت إضافات الطاقة الريحية خلال 2024 نحو 520 ميغاواط، في مستوى قياسي يمثل نموًا بنسبة 372% مقارنة بسنة 2023.

ساهمت طاقة الرياح بما نسبته 21.23% من مزيج الكهرباء المغربي في 2025، مقابل 15.4% فقط في 2023.

يمثل مشروع الصويرة تحولًا نوعيًا في المسار الطاقي، إذ تنتقل المملكة من التركيز على الطاقة الشمسية والرياح البرية إلى اقتحام مجال الرياح البحرية، مما يعزز ريادتها إقليميًا ويعكس نضجًا استراتيجيًا في إدارة مواردها المتجددة.

تشير دراسات مجلس طاقة الرياح العالمي إلى أن المغرب يتوفر على إمكانات تصل إلى 200 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية، وهو رقم هائل يمكن أن يُحدث تغييرًا جذريًا في مزيج الطاقة الوطني ويقلص بشكل كبير من الاعتماد على واردات الطاقة.

وأفادت شركة ريستاد إنرجي أن القدرة الإنتاجية العالمية لطاقة الرياح البحرية قد تزداد بنحو 19 غيغاواط بحلول 2025. وفي هذا السياق، يُنتظر أن يُلهم انضمام المغرب إلى هذا السوق الصاعد بلدانًا أخرى في حوض المتوسط لاتخاذ خطوات مماثلة نحو الانتقال الطاقي المستدام.