اقتصادكم
وقعت الفدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية، اتفاقيتين استراتيجيتين مع المعهد الوطني للبحث الزراعي وشركة “أصناف” بهدف إعطاء دفعة جديدة لسلسلة الزراعات الزيتية وهيكلتها.
وذكرت الفدرالية، في بلاغ، أن الاتفاقيتين، اللتين تم إبرامهما على هامش الدورة الـ 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، تندرجان في إطار إستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي تجعل من المرونة المناخية والأداء الإنتاجي وتعزيز المنابع الزراعية أولويات وطنية.
ومن خلال هاتين الاتفاقيتين، تؤكد الفدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية دورها كهمزة وصل بين السياسة العمومية والعمل الميداني، وذلك عن طريق المساهمة الفعالة في تحقيق أهداف البرنامج التعاقدي الذي يسعى أساسا إلى إعطاء دفعة جديدة للمعاصر الوطنية وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع برمته.
وتهدف الاتفاقية الأولى، التي تم إبرامها مع المعهد الوطني للبحث الزراعي، بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، إلى تسريع وتيرة تأقلم محاصيل الكولزا ودوار الشمس مع الخصوصيات الزراعية والمناخية المحلية.
كما تؤطر برنامجا للبحث التطبيقي يرتكز على الانتقاء الوراثي، وإجراء التجارب الحقلية، وتيسير نقل المعرفة نحو المنتجين.
وتشمل الاتفاقية أيضا تنظيم أيام تقنية، وتوزيع دلائل الممارسات الفضلى، وتعزيز الشبكات الوطنية للخبرة الفلاحية، في استجابة مباشرة للتحديات المتفاقمة المرتبطة بندرة المياه وتدهور جودة التربة في المناطق البورية.
وفي هذا السياق، قال رئيس الفدرالية، محمد البركة، إن “تطوير سلسلة الزراعات الزيتية في المغرب ليس خيارا اقتصاديا فحسب، بل هو ضرورة استراتيجية لتعزيز السيادة الغذائية وتقليص الاعتماد على الواردات، وذلك من خلال هدف طموح يتمثل في تغطية 15 في المائة من الحاجيات الوطنية من الزيوت النباتية في أفق 2030”.
وأضاف أن “إدماج محاصيل مثل الكولزا ودوار الشمس في الدورات الزراعية يشكل رافعة لتعزيز خصوبة التربة، وتحفيز التنمية القروية، وبناء منظومة إنتاج ذات قيمة مضافة عالية”.
أما الاتفاقية الثانية، التي تم توقيعها مع شركة “أصناف”، المتخصصة في إنتاج وتوزيع البذور، فتروم تعزيز ولوج الفلاحين إلى أصناف بذور محسنة ذات أداء عال وتكلفة مناسبة.
وتنص هذه الشراكة على تطوير حقول نموذجية، وإرساء شبكة توزيع فعالة، وتنظيم برامج تدريبية موجهة، بهدف ضمان توفر أصناف ملائمة منذ انطلاقة كل موسم فلاحي، بما يساهم في رفع مردودية الفلاحين وتقليص المخاطر التشغيلية.
وفي هذا الإطار، نظمت الفدرالية، بشراكة مع “لوسيور كريسطال”، مائدة مستديرة تحت عنوان “خدمة الأرض.. نحو تنمية مستدامة لسلاسل زراعية زيتية مرنة”، وذلك ضمن رواق “كومادير” بالمعرض.
وتشهد فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 27 أبريل الجاري، مشاركة 1500 عارض يمثلون 70 دولة، تحت شعار “الفلاحة والعالم القروي.. الماء في قلب التنمية المستدامة”.
ويعتبر هذا الملتقى، الذي يمثل موعدا قويا للسياسات الفلاحية، محطة هامة لتعزيز التبادلات وتوطيد الشراكات الدولية وتسليط الضوء على الإجابات العملية للتحديات التي يواجهها القطاع الفلاحي.