المغرب.. رصيد ديمغرافي قابل للتحول إلى مكسب اقتصادي

آخر الأخبار - 10-07-2025

المغرب.. رصيد ديمغرافي قابل للتحول إلى مكسب اقتصادي

اقتصادكم

 

أكد محمد الفاسي الفهري، مدير مركز الدراسات والبحوث الديمغرافية، الأربعاء بالرباط، أن المغرب يتوفر على رصيد ديمغرافي يمكن أن يتحول إلى مكسب اقتصادي.

وأوضح الفاسي الفهري، في عرض حول الوضعية والآفاق الديمغرافية بالمغرب، خلال لقاء نظمه صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب والمندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم العالمي للسكان، أن المملكة تعيش حاليا ما يعرف بـ"الفرصة الديمغرافية"، بفضل تزايد عدد السكان النشيطين، خصوصا في الفئة العمرية ما بين 15 و60 سنة، والتي يتوقع أن تواصل ارتفاعها إلى غاية سنة 2030.

وللاستفادة من هذه الفرصة، أوصى مدير المركز بضرورة تكثيف الجهود في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل، إلى جانب اعتماد سياسات اقتصادية محفزة على الادخار والاستثمار.

كما أبرز أن المغرب بصدد استكمال انتقاله الديمغرافي، ويتجه بخطى متسارعة نحو نموذج مماثل لما هو قائم في الدول المتقدمة.

وأوضح أن هذا النموذج يتميز بتباطؤ تدريجي في النمو الديمغرافي، وانخفاض ملحوظ في معدل الخصوبة، وارتفاع متواصل في أمد الحياة، ما يجعل المغرب يقترب من عتبة تجديد الأجيال.

وفي هذا السياق، أشار الفاسي الفهري إلى أن معدل الخصوبة انخفض من 7,2 أطفال لكل امرأة سنة 1960 إلى حوالي 1,97 حاليا، وهو مستوى أدنى من عتبة التعويض المحددة في 2,1 طفل لكل امرأة.

وعزا هذا التحول إلى مجموعة من العوامل، من بينها ارتفاع سن الزواج (من 17 سنة سنة 1960 إلى 25 سنة حاليا)، والتعميم الواسع لاستخدام وسائل منع الحمل (71 في المائة مقابل 8 في المائة سنة 1960)، وتحسن صحة الأطفال، وتحديث المجتمع، وارتفاع مستوى تعليم النساء، وتغير القيم الأسرية.

وأضاف أن مرحلة الانتقال الديمغرافي في المغرب يرافقها تحول عميق في البنية العمرية للسكان، حيث ستنخفض نسبة الأطفال دون 15 سنة من 26 في المائة سنة 2024 إلى 21 في المائة في أفق 2030، فيما سيرتفع عدد الأشخاص البالغين 60 سنة فما فوق من 5,1 ملايين إلى 6,1 ملايين، ليمثلوا 15 في المائة من مجموع السكان مقابل 13 في المائة حاليا.

وخلال هذا اللقاء، قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان تقرير حالة سكان العالم لسنة 2025، والذي يستند إلى أبحاث أكاديمية ومعطيات جديدة جمعت من خلال استطلاع مشترك بين الصندوق ومؤسسة "YouGov"، شمل 14 بلدا، من بينها المغرب.

ويبرز التقرير المعنون "التحديات الحقيقية في مجال الخصوبة: السعي نحو تحقيق الصحة الجنسية والإنجابية في عالم متغير"، واقعا مقلقا يتمثل في كون ملايين الأشخاص عبر العالم لا يتمكنون من إنجاب العدد الذي يرغبون فيه من الأطفال، ليس بسبب رفضهم للأبوة أو الأمومة، بل بفعل عوائق اقتصادية واجتماعية.

ويكشف التقرير أن 33 في المائة من المغاربة البالغين أكثر من 50 سنة صرحوا بأنهم أنجبوا عددا أقل من الأطفال مما كانوا يرغبون فيه، فيما عزت نسبة 47 في المائة منهم ذلك إلى صعوبات مالية.

وعرف هذا اللقاء مشاركة خبراء من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، وجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى جانب مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد. وقد مكنت تحليلات هؤلاء الخبراء من تعميق النقاش وتحديد سبل عمل واعدة في مجال السياسات السكانية.

كما تميز هذا اليوم، بالاحتفال بالذكرى الخمسين لصندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب، من خلال إطلاق تصميم بصري يعد بمثابة تقدير لأهمية الحوار بين الأجيال، والروابط الأسرية المتينة، والثراء الثقافي بالمغرب، البلد الذي شهد تحولات عميقة وتقدما ملموسا خلال العقود الأخيرة.