اقتصادكم
بعد الجفاف غير المسبوق الذي ضرب المملكة في الموسم الفلاحي الماضي، وتأخر التساقطات المسجل خلال الموسم الحالي، فتحت التساقطات التي شهدتها مدن وأقاليم الشمال الأسبوع المنصرم، باب الأمل أمام الفلاحين الذين تشرئب أعناقهم إلى السماء طلبا وترقبا لغيث قد يأتي أو لا يأتي.
وتعيش منطقة حوض اللوكوس والغرب خلال الأيام الماضية، حركة نشطة تعلن بدء الموسم الفلاحي، حيث يتسابق الفلاحون على الحرث وزع الحبوب، وكلهم أمل في تحقيق موسم فلاحي أفضل من سابقه، خصوصا مع التساقطات التي شهدتها هذه المناطق، غير أن المناطق الأساسية المعروفة بزراعة الحبوب في دكالة وعبدة والسراغنة، لا يزال الترقب هو سيد الموقف.
وفي قراءته للوضع، يرى الأكاديمي والمحلل الاقتصادي نجيب أقصبي، أن التساقطات المطرية التي عرفتها مدن الشمال خلال الأسبوع الماضي، تبقى محدودة في مقابل لا شيء في الوسط والجنوب.
وأضاف أقصبي في حديث مع "اقتصادكم" أن الموسم الفلاحي "لم يبدأ بعد بسبب تأخر التساقطات"، مؤكدا أن التأخر إذا استمر لا قدر الله إلى نهاية دجنبر المقبل ستكون تداعياته على المردودية "سلبية جدا"، خاصة على مستوى زراعة الحبوب.
وسجل المحلل الاقتصادي ذاته، أن جل الفلاحين "ما زالوا ينتظرون الأمطار الأولى التي ترطب الأرض وتحفزهم على الحرث وقلب الأرض قبل البذر الزرع"، مبرزا أن هذه التساقطات كانت تسجل خلال شتنبر وأكتوبر في السنوات الماضية، في الوقت الذي نحن اليوم على بعد أسبوع من دجنبر ولا شيء حتى الآن.
وزاد أقصبي مبينا أن الوضع إذا استمر على ما هو عليه حتى منتصف دجنبر المقبل، سيكون انعكاسه على المردودية "مؤكد ولا يمكن إلا أن يكون سلبيا"، مبرزا أنه إذا سجلت التساقطات بعد دجنبر فسيكون لها تأثير إيجابي على الفرشة المائية وتوفير الكلأ للماشية فقط، وبعض المحاصيل الزراعية الربيعية.
كما أعرب أقصبي عن تخوفه من تسجيل موسم جاف إضافي، مؤكدا أن هذا السيناريو ستكون له تداعيات "سلبية على الاقتصاد الوطني برمته"، معتبرا أن فرضية تحقيق 75 مليون قنطار من الحبوب التي تضمنها قانون المالية لسنة 2023، يبقى "صعب المنال إن لم يكن مستحيلا".