اقتصادكم - حنان الزيتوني
في ظل موجة حر استثنائية شهدها المغرب نهاية يونيو الماضي، حيث تجاوزت درجات الحرارة 46 درجة مئوية في مناطق زراعية رئيسية مثل دكالة والغرب، عانت بعض الزراعات، ولا سيما الفواكه، من أضرار جسيمة. هذه الظروف المناخية القاسية، المصحوبة برياح شرقية معروفة محليا بـ"الشركي"، أثرت بشكل مباشر على المحاصيل المثمرة التي كانت لا تزال في مرحلة الإزهار، ما دفع الفلاحين إلى مواجهة خسائر كبيرة في الموسم الفلاحي.
زراعات العنب والرمان
وفي هذا السياق أكد الخبير الفلاحي رياض وحتيتا، أن زراعات العنب من بين أكبر المتضررين جراء هذه الموجة الحرارية، خصوصا في منطقة دكالة التي شهدت خسائر فادحة للفلاحين.
وأضاف الخبير ذاته في اتصال مع "اقتصادكم"، أن الحوامض تأتي في مقدمة الزراعات المتضررة كذلك، متوقعا أن تصل الخسائر في بعض المناطق إلى حوالي 10 في المئة من الإنتاج بسبب الإجهاد المائي الذي تسببه درجات الحرارة المرتفعة على الأشجار.
أما بالنسبة لرمان الفقيه بن صالح وبني ملال، فقد نبه وحتيتا إلى تعرضها هي الأخرى لتأثيرات موجة الحر، إلى جانب أشجار الزيتون التي لم تسلم من الضرر.
التوعية والتحسيس
ورغم قساوة هذه الظروف، اعتبر الخبير أن سرعة انتهاء موجة الحر، التي لم تتجاوز 3 إلى 4 أيام، إلى جانب استخدام الأسمدة الورقية الحديثة التي تساعد في تخفيف آثار الإجهاد المائي، قد ساهمت في الحد من الخسائر.
وأشار وحتيتا إلى أن الإشكالية الحقيقية تكمن في ضعف التوعية والتحسيس بين المزارعين، ما يقلل من قدرتهم على اتخاذ التدابير الاستباقية اللازمة للتكيف مع هذه الظواهر المناخية الاستثنائية، وبالتالي يزيد من تعرضهم للخسائر.
يذكر أن المغرب عرف موسما فلاحيا غير مستقر، على الرغم من الأمطار الجيدة التي هطلت في أواخر الشتاء وبدايات الربيع، إذ أدت موجة الحر الأخيرة إلى تقويض آمال الفلاحين في تحقيق محصول جيد، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات زراعية قادرة على مواجهة تقلبات المناخ المتزايدة.