اقتصادكم
أنعشت تطبيقات النقل أنشطة كراء السيارات بدون سائق، بعدما عاشت لفترة طويلة من الركود بسبب تراجع الطلب، بعلاقة مع تهاوي القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع أسعار المحروقات.
تطبيقات مثل "إن درايف" و"يانغو" و"كريم" وغيرها، أصبحت ملاذ عدد كبير من الشباب هروبا من شبح البطالة، رغم الوضعية القانونية الملتبسة لهذا النوع من الأنشطة، غير المرخص، وفق السلطات، إذ يتم تحرير عشرات المحاضر يوميا ضد الناقلين الجدد بتهمة "النقل السري"، المؤطرة بموجب قانون رقم 99-16 المعدل والمتمم للظهير رقم 260-63-1 الصادر بتاريخ 12 نونبر 1963 المتعلق بعمليات النقل بواسطة السيارات عبر الطرق.
حسن رميتي، صاحب وكالة لكراء السيارات في البيضاء، تحدث لـ"اقتصادكم"، عن طلب متزايد على الكراء الشهري للسيارات الصغيرة التي تعمل بمحرك "كازوال"، خصوصا صغيرة الحجم، من قبل الزبناء الشباب، نافيا أن يكون له علم باستخدامها في نقل الأشخاص بواسط التطبيقات، مكتفيا بالقول، "ما يهمني في علاقة الكراء هو تحصيل السومة الكرائية سلفا، والحرص على استعادة السيارة في وضعيتها دون أضرار".
في المقابل، يعترف مراد، ناقل على متن تطبيقات النقل الجديدة، طلب عدم الكشف عن هويته الحقيقية، أن أغلب وكالات كراء السيارات يعرفون مسار استغلال سياراتهم، إلا أنهم لا يبالون طالما يحصلون على مبلغ الكراء، موضحا لـ "اقتصادكم"، "أكتري السيارة بمبلغ 150 دره يوميا لمدة شهر، وكلما كانت أمد الكراء طويل انخفضت السومة. وأعمل بها في النقل طيلة اليوم، وكأني أشتغل سائق سيارة اجرى لحساب صاحب الرخصة، أؤدي له مبلغ الكراء، وأحصل أنا الأرباح، التي تتراوح بين 300 درهم و500، نت سائق إلى آخر".
يراهن الناقلون عبر التطبيقات الجديدة على مونديال 2030، الذي يرتقب أن يستضيفه المغرب رفقة إسبانيا والبرتغال، من أجل تقنين أنشطتهم من قبل السلطات، التي تتعامل مع هذا القطاع بشكل ملتبس، ذلك أن الفاعلين فيه، عبارة عن شركات أجنبية تشتغل في المملكة، وتوظف مغاربة. كما تؤدي ضرائب لفائدة الخزينة، التي تظل محرومة من مبالغ مهمة غير محصلة، عن دخل هؤلاء الناقلين، الذين لا تربطهم مع الشركات المشغلة للتطبيقات أي عقود.