جدل في إسبانيا بعد تمويل محطة تحلية المياه بالدار البيضاء

آخر الأخبار - 12-05-2025

جدل في إسبانيا بعد تمويل محطة تحلية المياه بالدار البيضاء

اقتصادكم

 

جدل واسع خلقه تمويل الحكومة الإسبانية إنشاء محطة تحلية ضخمة في مدينة الدار البيضاء، والتي تُعتبر الأكبر على مستوى القارة الإفريقية بدعم مالي يناهز 340 مليون يورو، في الوقت الذي تعاني فيه محطات تحلية المياه في محافظة ألميريا من انقطاعات كهربائية تُهدد إمدادات المياه في عدد من المناطق في الجارة الشمالية.

وذكر موقع "la gaceta" الإسباني أن هذه المفارقة لم تمر مرور الكرام في ألميريا، أكثر المناطق جفافاً في إسبانيا، حيث يعيش السكان والمزارعون منذ سنوات على أمل هطول بعض الأمطار التي تُخفف من وطأة الجفاف الهيكلي الذي يُعاني منه جنوب شرق شبه الجزيرة.

واعتمدت ألميريا، التي تُعد من أكثر المناطق جفافاً والتي تسجّل أقل نسبة امتلاء في خزانات المياه في إسبانيا، منذ سنوات على محطات التحلية كخيار استراتيجي فهذه المنشآت، التي تُحوّل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب وللاستخدام الزراعي، أصبحت بمثابة شريان حياة لمنطقة تُنتج الغذاء طوال العام وتعتمد على كل قطرة ماء كما لو كانت ذهباً.

لكن ما بدا في السابق حلاً نهائياً، تحوّل اليوم إلى مصدر دائم للقلق، بما أن الأعطال المتكررة، والانقطاعات الكهربائية، وسوء الصيانة، والتأخير في توسعة المنشآت، كلها عوامل تضعف قدرة هذه المحطات على العمل بكفاءة في اللحظات الحرجة. وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً على إمدادات المياه في منطقة تُعد من الأعمدة الأساسية للقطاع الزراعي الغذائي الإسباني.

وأضاف المصدر ذاته أنه في الوقت الذي تُكافح فيه ألميريا من أجل تأمين مياهها، قامت الحكومة الإسبانية بتخصيص 340 مليون يورو لدعم مشروع استراتيجي في الدار البيضاء، يقضي بإنشاء محطة تحلية عملاقة قادرة على إنتاج 838,000 متر مكعب من المياه يومياً، أي ما يعادل حوالي 300 مليون متر مكعب سنوياً. ويهدف هذا المشروع إلى تأمين مياه الشرب لأكثر من سبعة ملايين شخص.

ويُنفذ هذا المشروع من قبل تحالف دولي تقوده شركة "أكسيونا" (Acciona) الإسبانية، وقد بلغت نسبة إنجاز المشروع حتى الآن نحو 20%. ومن المرتقب أن تُستكمل المرحلة الأولى، التي ستنتج 548,000 متر مكعب يومياً، في فبراير 2027، بينما تُنجز المرحلة الثانية، بسعة 274,000 متر مكعب إضافية يومياً، في أغسطس 2028.