شراكة القطاعين العام والخاص تدفع السياحة نحو آفاق جديدة

آخر الأخبار - 27-01-2025

شراكة القطاعين العام والخاص تدفع السياحة نحو آفاق جديدة

اقتصادكم

 

حقق القطاع السياحي في المغرب نتائج إيجابية بفضل التعاون الفعّال بين القطاعين العام والخاص، ورغم هذه النجاحات، لا تزال هناك فرص لتحسين تنويع الأسواق وزيادة الإيرادات لكل زائر. 

بحلول نهاية دجنبر 2024، بلغ عدد الزوار 17.4 مليون شخص، بزيادة 20% مقارنة بعام 2023، وبلغت عائدات العملة الصعبة 104 مليار درهم حتى نهاية نونبر 2024. تُظهر هذه الأرقام أن السياحة في المغرب تسير في اتجاه جيد، حيث تساهم بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي وتوفر نحو 827,000 فرصة عمل.

ويعود هذا الإنجاز السياحي إلى سنوات من التعاون بين السلطات العامة والمشغلين في القطاع الخاص، مما أدى إلى تشكيل "فريق المغرب" "Team Maroc" الذي أثبت جدارته في تحقيق أهداف خارطة الطريق 2023-2026 قبل الموعد المحدد.

بميزانية تبلغ 6.1 مليار درهم، يهدف المغرب إلى جذب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، مع إحداث 200 ألف فرصة عمل وتحقيق 120 مليار درهم من عائدات العملة الصعبة. سيعتمد ذلك على تعزيز القدرة الجوية وتشجيع الاستثمارات في الفندقة والترفيه السياحي. وفي هذا الصدد، أشار زبير بوحوت، الخبير في مجال السياحة، إلى أن "القطاع أظهر مرونة كبيرة بعد أزمة كوفيد-19، من خلال المشاركة المتميزة في أحداث دولية مثل إكسبو 2020 في دبي، إلى جانب الحملات الرقمية التي أطلقها المكتب الوطني للسياحة، مثل (المغرب أرض النور)، التي ساعدت في جذب المسافرين الشباب".

وأضاف بوحوت أن "إطلاق التأشيرة الإلكترونية سهل الإجراءات الإدارية والقنصلية، مما زاد من جاذبية البلاد. كما ساهم تعزيز الربط الجوي وتحسين البنية التحتية، بما في ذلك مطاري مراكش والدار البيضاء، في تحسين تجربة الزوار والترويج للوجهة المغربية".

ورغم هذه الإنجازات، لا يزال القطاع يواجه تحديات كبيرة، ففي حين يتفوق المغرب على مصر من حيث عدد السياح، فإنه لا يزال يعاني من انخفاض في العائدات لكل زائر، حيث سجلت مصر 14 مليار دولار مقابل 11 مليار دولار للمغرب. كما أن معدل إشغال الفنادق، الذي يبقى عند 55%، يبرز الحاجة إلى تحسين استغلال الإمكانيات الحالية وجذب المزيد من الاستثمارات، كما سيكون تنويع العروض السياحية، خاصة في مجالات السياحة الراقية، البيئية والثقافية، أساسياً لزيادة متوسط الإنفاق لكل زائر.

يأتي حوالي 80% من السياح من أوروبا، مما يجعل القطاع عرضة لتقلبات اقتصادية في هذه القارة، أي أزمة اقتصادية أو عدم استقرار سياسي في أوروبا قد يؤدي إلى تراجع عدد الزوار. ولضمان استدامة القطاع، يوصي الخبير بضرورة تنويع أسواق السياحة من خلال فتح أسواق ناشئة جديدة مع تعزيز الأسواق التقليدية.

في هذا السياق، تراهن الحكومة على فتح خطوط جوية جديدة نحو أسواق مثل الهند والصين وأميركا اللاتينية. وقد أطلقت الخطوط الملكية المغربية مؤخرًا رحلات استراتيجية إلى بكين، مع خطط لتوسيع شبكة رحلاتها إلى شنغهاي. كما سيتم إطلاق 120 مساراً جوياً دولياً جديداً في عام 2024، ليصل الإجمالي إلى 705 مسار.

لتعزيز هذه الإنجازات، تمثل المشاريع المدرجة في خارطة الطريق 2023-2026 فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية. من خلال تطوير البنية التحتية للمطارات وترويج المناطق الأقل اكتشافًا، يمكن للمغرب تعزيز جاذبيته السياحية مع خلق عوائد اقتصادية كبيرة، وفي الوقت نفسه تقليص الفوارق الاقتصادية بين المناطق.