اقتصادكم
يعتمد قطاع الكهرباء المغربي على مزيج طاقي متنوع، يمنحه استقرارا ملحوظا مقارنة بعدد من دول المنطقة، حيث يحتل الفحم المركز الأول بنسبة 64% من إنتاج الكهرباء، متبوعا بطاقة الرياح بـ15.5%، ثم الغاز الطبيعي بنسبة 10%. كما تسهم الطاقة الشمسية بنسبة 5.10%، وزيت الوقود والديزل بـ3.8%، في حين تمثل الطاقة الكهرومائية 1.2% فقط.
وأكد عبد الرحمن صلاح مدير تحرير منصة "الطاقة" المتخصصة، في مداخلته خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" بعنوان "أزمات الكهرباء.. وأثر أجهزة التكييف في أسواق الطاقة العالمية" بمنصة "إكس"، أن القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء في المغرب تبلغ حوالي 12 ألف ميغاواط، بينما يتراوح الاستهلاك الوطني بين 7500 و8000 ميغاواط في فترات الذروة. وهو ما يعكس قدرة الشبكة الوطنية على تغطية الطلب الداخلي مع وجود فائض نسبي يتيح هامش تحرك في حالات الضغط.
وأشار المصدر ذاته، أن المغرب يمتلك محطتين رئيسيتين لإنتاج الكهرباء باستعمال الغاز الطبيعي، وهما محطة تهدارت بطنجة ومحطة عين بني مطهر في الجنوب. وأبرزت المنصة في بياناتها أنه بالرغم من محدودية الاعتماد على الغاز كمصدر رئيسي، إلا أن تنوع باقي المصادر يعزز مرونة المنظومة الطاقية.
وأكد المتحدث، أن الاستقرار الذي يشهده قطاع الكهرباء في المغرب راجع بالأساس إلى التنوع الكبير في مصادر الطاقة، مما يجعله أقل تبعية مقارنة بدول مثل مصر أو الجزائر، التي تعتمد على الغاز الطبيعي بشكل رئيسي، ما يجعلها أكثر عرضة للتقلبات السوقية أو التوترات الجيوسياسية.
وبفضل هذا التنوع والاستقرار، أصبح المغرب شريكا موثوقا في تصدير الكهرباء نحو أوروبا، وخاصة إلى إسبانيا والبرتغال. وأشار عبد الرحمن صلاح، أن المغرب لعب دورا محوريا في إعادة التيار الكهربائي بسرعة خلال الانقطاع الكبير الذي شهدته الدولتان مؤخرا، ما يبرز تطور البنية التحتية وقدرة المملكة على الاستجابة السريعة للأزمات الطاقية العابرة للحدود.