اقتصادكم
شرعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بالتزامن مع انطلاق الدورة الاستدراكية لامتحانات الباكالوريا، في تفعيل نظام إلكتروني جديد تم تطويره محليا، يعكس توجها حازما نحو تعزيز مصداقية الامتحانات والتصدي لظاهرة الغش التكنولوجي، التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي اعتماد هذا النظام كاستجابة متعددة الأبعاد حسب الوزارة الوصية، تربوية وأخلاقية وتنظيمية كذلك تروم تحسين مناخ التقييم وضمان تكافؤ الفرص بين المترشحين، بما يعزز من جودة التعلمات ويرفع من مستوى التحصيل الدراسي، في انسجام تام مع التوجهات الإصلاحية الكبرى للمنظومة التعليمية الوطنية.
النظام الجديد عبارة عن جهاز إلكتروني متنقل يتميز بقدرته على رصد أي محاولة تواصل رقمي داخل قاعات الامتحان، دون التدخل في محتوى الرسائل أو المساس بسرية المعطيات الشخصية للمتعلمين. كما أنه يعمل دون التأثير على شبكات الاتصالات، ما يجعله حلا متقدما ومتزنا من الناحية التقنية والحقوقية.
هذا الجهاز لا يتجسس على المضامين، بل يرصد فقط الإشارات التي تدل على وجود تواصل غير مشروع بين المترشحين وأطراف خارجية، ما يمكن من كشف محاولات الغش في حينها، قبل أن تتحول إلى حالات موثقة تمس بمصداقية الاستحقاق.
وحسب المعطيات المتوفرة، فعلى المستوى التنظيمي، تم إحداث فرق جهوية مختصة على صعيد كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين، يعهد إليها باستخدام هذا النظام وفق مهام محددة بدليل محين. وتتكلف هذه الفرق، التي تم تزويدها بالأجهزة المتطورة، بمهام الرصد التقني دون التدخل المباشر في معالجة الحالات، التي تظل من اختصاص اللجان المحلية بمراكز الامتحان، وفقا لما تنص عليه مساطر تنظيم امتحانات الباكالوريا.
وقد تم الحرص على تكوين تقني متخصص لأعضاء هذه الفرق، يمكنهم من الإلمام بكافة الخصائص الوظيفية للنظام الإلكتروني الجديد، ما يضمن استعمالا فعالا ومهنيا لهذه التكنولوجيا في سياق حساس كالامتحانات الإشهادية.
ويعد هذا الإجراء خطوة نوعية نحو بناء منظومة تقييم أكثر نزاهة، تأخذ بعين الاعتبار التحولات الرقمية والتحديات المتنامية التي تفرضها الوسائط التكنولوجية المستعملة في الغش. ويجسد أيضا وعيا مؤسساتيا بضرورة الاستثمار في الحلول الذكية لحماية مصداقية المدرسة العمومية ورفع ثقة المجتمع في نتائج الامتحانات الوطنية.
وبذلك، يندرج هذا النظام ضمن حزمة من الإجراءات التي تعكف الوزارة على تطويرها، والرامية إلى مرافقة التحول الرقمي في قطاع التعليم، مع تأمين بيئة مدرسية آمنة وعادلة لجميع المتعلمين، خاصة في لحظات مفصلية من مسارهم الدراسي كمرحلة الباكالوريا.