اقتصادكم- عبد الصمد واحمودو
المؤثرون، أو صناع المحتوى، هم نجوم "السوشيال ميديا" اليوم، ولهم قدرة كبيرة في الوصول إلى الجمهور، تفوق في كثير من الأحيان تلك التي تتمتع بها وسائل الإعلام الكلاسيكية بإمكانياتها الضخمة، وأصبح حضورهم في المحافل الكبرى ضرورة، إذ أصبحوا عنصر لا يستغنى عنه في الجانب التسويقي، ونتائجهم فعالة، حيث لا يكون صانع المحتوى الرقمي، بحاجة سوى لهاتف بجودة تصوير عالية، وحساباته على منصّات التواصل الاجتماعي المدججة بالمتابعين، ليقدم أفضل خدمة تسويقية.
ومنذ سنوات أدرك المغرب أهمية الدور المحوري الذي بات يتمتع به صناع المحتوى الهادف، حيث عمدت المملكة، إلى تخصيص مساحة بارزة لهم، في العديد من التظاهرات، وبما أننا نعيش أجواء كأس إفريقيا للأمم، كان المغرب قد نظم في وقت سابق جولة لعدد من المؤثرين وصناع المحتوى، بهدف استكشاف الملاعب التي ستحتضن هذه النسخة الاستثنائية من البطولة.
وفي هذا السياق خص إسماعيل صفريوي، الذي يعتبر من بين الأسماء البارزة في مجال صناعة المحتوى الرياضي، موقع "اقتصادكم" بحوار مقتضب، كشف من خلاله عن دور الذي يجب أن يلعبه صناع المحتوى الرقمي خلال منافسات كأس إفريقيا المقبلة من أجل أفضل تسويق لهذا الحدث.
ماذا أعددت بصفتك صانع محتوى لهذه التظاهرة التي ستقام في بلدنا؟
سأكون حاضرا في كأس إفريقيا كصحفي رياضي حر، وكذلك كصانع محتوى، ويمكن اعتبار عملي مزيجا بين الصحافة والصناعة الرقمية، وبخصوص ما حضرته للتظاهرة سواء بصفتي صحفي أو صانع محتوى، فالأولوية هي التغطية المهنية لأنها هي الأساس، خصوصا بوجود عدد كبير من صناع المحتوى، الذين تتثق فيهم الجماهير، وأتمنى أن أكون من بين هؤلاء.
ومن جهة أخرى أسعى لمحاربة الإشاعات والأخبار الزائفة، وذلك عبر تغطية كل ما هو كلاسيكي: التداريب، الندوات الصحفية، مستجدات المنتخب الوطني، التجمعات، الاحتفالات، ومناطق المشجعين أي تغطية شاملة لكل الجوانب الأساسية.
وبعدها، سنعمل على إبراز النقاط التي تظهر نجاح المغرب في تنظيم كأس إفريقيا، من خلال تسليط الضوء على الجالية الإفريقية المقيمة في المغرب كيف ستعيش أجواء البطولة، كما سنرصد الجماهير القادمة من الخارج، سواء من أوروبا أو إفريقيا أو باقي دول العالم، لإظهار صورة إيجابية عن بلدنا وتنظيمه.
وأؤكد أن المغرب، إن شاء الله، سينجح في تقديم أفضل نسخة من كأس إفريقيا في التاريخ. لم يسبق لنسخة من كأس إفريقيا أن توفرت على هذا العدد الكبير من الملاعب. شخصيا، حضرت نسخا في مصر والكاميرون وكوت ديفوار، المغرب بفضل البنية التحتية القوية التي تم تطويرها بشكل كبير خلال الأشهر الماضية سيتفوق على جميع النسخ من الناحية التنظيمية. لذلك، أنا واثق أن المغرب سينجح بإمكاناته وتجهيزاته في تنظيم أفضل كأس إفريقيا على الإطلاق.
ما هو دور صناع المحتوى في إنجاح هذه التظاهرة؟
يحظى صناع المحتوى بأهمية كبيرة في الوقت الحالي. فقد كنت مؤخراً في قطر ضمن لجنة الإعلام والتواصل، ووجدتُ هناك مئات صُنّاع المحتوى من مختلف الدول العربية والعالم، وليس فقط من الصحافة أو من صُنّاع المحتوى العرب. وهذا يبرز دورهم الفعال في خلق الإشعاع والترويج.
وأعتقد أن صُنّاع المحتوى المغاربة سيكون على عاتقهم مسؤولية كبيرة خلال هذه التظاهرة، إذ ينبغي أن يكونوا في مستوى الحدث، بعيدين عن التفاهة، وبعيدين عن السعي خلف “البوز” أو البحث عن مواقف سطحية أو محتوى فارغ فقط. فالمسؤولية تقع أولاً على صُنّاع المحتوى المغاربة، لأن لدينا عدداً كبيراً من المتابعين من دول عربية عديدة مثل مصر، وتونس، والأردن، ومن بلدان أخرى.
وإذا كان لصُنّاع المحتوى المغاربة حضور قوي داخل الإعلام العربي، فإن دورهم سيكون أساسياً ومؤثراً.
كما أن الأمر لا يخصّ صُنّاع المحتوى فقط، بل يشمل أيضاً المسؤولين عن التنظيم، إذ يجب عليهم استضافة صُنّاع محتوى من مختلف أنحاء العالم لتعزيز الإشعاع الدولي، وضمان نجاح الحدث تنظيمياً وتسويقياً ورقمياً.
باختصار، دور صُنّاع المحتوى كبير ولا يمكن تجاهله، ومن الضروري أن نشتغل جميعاً على هذه النقطة بشكل أفضل.
برأيك، كيف ينبغي أن يكون حضور المؤثرين وصُناع المحتوى في مثل هذه التظاهرات؟
نحن كمغاربة نعوّل على تنظيم كأس إفريقيا بمستوى رفيع، لتكون بإذن الله أفضل نسخة في تاريخ البطولة. فقد قامت الدولة بجميع الترتيبات الضرورية، وكان لها دور كبير في الإعداد، كما كان للمواطنين كذلك دور مهم.
أتذكر أنه في كأس العالم بروسيا سنة 2018، كان هناك عدد هائل من المتطوعين، منهم من كان يوجهك نحو طريق الملعب، ومنهم من كان يساعدك في الاتصال بالإنترنت، ومتطوعون آخرون بمهام صغيرة لكنها مهمة. وقد كان ذلك من أكبر النماذج التي تظهر قيمة عمل المتطوعين في التظاهرات الكبرى.
واليوم، المسؤولية مشتركة وهي على عاتق صناع المحتوى، والصحفيين، والمواطنين، والدولة، والمؤسسات، كلنا مطالبون بالتعاون، من أجل إنجاح أفضل نسخة لكأس إفريقيا في التاريخ.
إذا كانت الدولة قد قامت بعمل كبير من خلال تجهيز البنية التحتية، الآن حان دورنا لنستثمر هذا المجهود، وننقل للعالم صورة مشرفة عن المغرب، خصوصا وأننا مقبلون على تنظيم تظاهرات دولية أخرى بعد كأس إفريقيا.
إن دور صُناع المحتوى مهم جداً، سواء على مستوى الإشعاع، أو على مستوى التواصل مع صُنّاع محتوى من دول أخرى. فمن الجميل مثلاً أن يستضيف صانع محتوى مغربي ضيفاً من مصر، أو الجزائر، أو تونس، أو ساحل العاج… ويُظهر له الأماكن الجميلة ويعامله بحفاوة. فهذا الضيف بدوره سينقل تجربته إلى بلده، مما يساهم في تعزيز صورة المغرب دولياً.
لذلك، فالدور ليس على صُنّاع المحتوى فقط، ولا على الصحفيين فقط، بل على الجميع، حتى نضمن بإذن الله نجاح هذه البطولة.