اقتصادكم
فرض "الشناقة" سطوتهم على أسواق الأضاحي، إذ لفح لهيب الغلاء زوار الضيعات و"الرحبات" مع نهاية هذا الأسبوع، وأجبرهم على التراجع إلى الخلف، أملا في انخفاض مرتقب للأسعار قبل يومين من حلول عيد الأضحى، يتعلق برهان على تخفيض في سياق تصفية المخزون، يؤكد عبد الحميد، موظف، موضحا أنه لا يستطيع اقتناء خروف صغير لأسرة كبيرة بمبلغ 2800 درهم.
واستغل "الكسابة" تنامي الطلب خلال أمس السبت، باعتبار تزامن الموعد مع فترة الراحة الأسبوعية لأغلب الموظفين والأجراء، من أجل التحكم في زمام الأسعار، وهو الأمر الذي عاينته "اقتصادكم" خلال جولة في أسواق الحي الحسني وسيدي مومن و"السالمية"، إذ بلغ متوسط أسعار البيع 3500 درهم، حسب أحمد بويدة، "كساب" من منطقة ابن أحمد، منبها إلى أن العرض في مستويات عادية هذا الموسم، إلا أن الأسعار لا يمكنها أن تتراجع لهذا السبب، باعتبار ارتفاع تكاليف الأعلاف، خصوصا مع انقضاء موسم فلاحي "كارثي"، ذلك أن تربية الماشية الموجهة إلى الاستهلاك في عيد الأضحى، لا تعتمد على المراعي بشكل أساسي، وإنما على العلف داخل الحظائر، دون إغفال التراجع المهم في عدد القطيع بسبب توالي مواسم الجفاف.
ويتحدث "كسابة" في رحبة "السالمية"، ضواحي البيضاء، عن تركز الطلب على فصائل معينة من الأكباش، على رأسها "الصردي"، الأمر الذي وضع هذه الفصيلة على قائمة الأعلى سعرا، في الوقت الذي شددوا على تراوح أسعار الأضاحي، استنادا إلى سعر الكيلوغرام، بين 65 درهما و75، مع الإشارة إلى مستجدات في هذا الموسم، ترتبط بالتدابير الصحية التي أعلنت عنها المصالح البيطرية، التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية "أونسا"، ذلك أن الأضاحي المرقمة تباع بسعر أعلى من نظيرتها العادية، باعتبار توفرها على ضمان تتبع المصدر، وتأمين ضد ظاهرة "اخضرار" اللحوم التي طبعت أعيادا سابقة.
وعاينت "اقتصادكم" خلال جولتها في السوق المذكور، استغلال المربين الأقراط الصفراء المستخدمة خلال عملية ترقيم قطيع الأضاحي، في رفع أسعار مبيعاتهم، إذ يحاولون إيهام الزبناء بأنها ضمانة جودة، في الوقت الذي يؤكد مسؤولو مكتب السلامة الصحية، أنها عبارة عن وسيلة لتتبع المصدر، في حال اكتشاف عدم صلاحية لحم الأضحية للاستهلاك، أو وجود أي مشكل من هذا النوع، في الوقت الذي استغل زبناء تطبيق التراسل الفوري "واتساب" وتقنية "اللايف" على "فيسبوك"، من أجل نقل أجواء السوق إلى معارفهم، والتشاور حول جودة الخروف وشكله.
واشتكى عبد الرحمان كوني، "كساب"، وجد في البيضاء فضاء لتصريف قطيعه الذي أعده للتسويق لمناسبة عيد الأضحى، من كثرة المساومات والإفراط في التفاوض، مؤكدا أن أغلب الزبناء يظهرون علامات دهشة ومفاجأة من الأسعار، بهدف الضغط على الباعة خلال عملية التفاوض، لكن الأهم يظل التمسك بتكاليف تربية الأغنام والنفقات الخاصة بالأعلاف، التي تثقل كاهل المربين مهما بلغ مستواهم، فلا علاقة لسنة فلاحية جيدة بسعر الخروف، فتكلفة تربيته تظل نسبيا مستقرة.