هل تعيد شراكة الرباط وباريس رسم خريطة العلاقات الاقتصادية للمغرب؟

التحليل والرأي - 03-11-2024

هل تعيد شراكة الرباط وباريس رسم خريطة العلاقات الاقتصادية للمغرب؟

اقتصادكم - سعد مفكير

 

يرتقب أن يساهم التقارب الكبير بين المغرب وفرنسا في إعادة رسم خريطة العلاقات الاقتصادية والتجارية للمغرب مع شركائه الدوليين المقربين، مثل إسبانيا، بريطانيا، والولايات المتحدة، وهو ما أشارت إليه بعض التقارير الصحافية الإسبانية.


 توازن العلاقات الأوروبية

ويرى أمين سامي، المحلل الاقتصادي والخبير في التخطيط الاستراتيجي، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، أنه عندما يعزز المغرب علاقته مع فرنسا، فإنه بذلك يستفيد من ميزات الشراكة مع إحدى أقوى الاقتصادات الأوروبية، مما قد يدفع دولاً أوروبية أخرى، كإسبانيا وبريطانيا، لمراجعة وتعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية مع المغرب. حيث ترغب هذه الدول في الحفاظ على موطئ قدم قوي في السوق المغربي، خاصة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية والخدمات المالية.

دعم مواقف المغرب دولياً

وأضاف المحلل الاقتصادي أن فرنسا، بحكم ثقلها السياسي والاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، ستساهم في  تدعيم مواقف المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، وفي تعزيز مصالحه مع شركائه الأوروبيين، مما يساعده في تحقيق مصالحه في مفاوضات تجارية مستقبلية سواء على المستوى الأوروبي أو الدولي. وبالتالي يكون لفرنسا، دور في مساعدة المغرب في صياغة سياسات تجارية جديدة تحقق له مزيداً من التكامل مع السوق الأوروبي.

تقوية علاقاته مع الولايات المتحدة وبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي

وحسب الخبير الاقتصادي، فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أتاح لها حرية رسم سياسات تجارية خاصة بها، وقد استغلت ذلك في تعزيز علاقاتها مع دولٍ خارج الاتحاد، مثل المغرب. إذن فالتعاون الفرنسي-المغربي، يعتبر مؤشراً إيجابياً لبريطانيا والولايات المتحدة لتوسيع استثماراتهما، خاصة بعد توقيع المغرب وفرنسا على 22 اتفاقية في مجالات متعددة ومستقبلية، وحضور شركات عملاقة مثل بوينغ وalstom، .... خاصة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والنقل، والشحن... ومن المحتمل أن يشجع هذا التقارب أيضاً على توقيع اتفاقيات ثلاثية تعزز التعاون التجاري والتكنولوجي بين المغرب وفرنسا من جهة، وشركاء دوليين آخرين من جهة أخرى.

تعزيز وضع المغرب كبوابة لإفريقيا

إضافة إلى ذلك، فإن تقوية العلاقات مع فرنسا، حسب المتحدث ذاته، التي تتمتع بدورها بعلاقات قوية مع دول إفريقيا الفرنكوفونية، قد تعزز دور المغرب كجسر يربط أوروبا بإفريقيا، ما قد يغري شركاء آخرين، كأمريكا وبريطانيا، للاستفادة من هذا الموقع الاستراتيجي عبر التعاون مع المغرب وتوسيع استثماراتهم في المنطقة. وبالتالي فإن هذا التقارب سيعطي المغرب مرونة أكبر في تنويع شراكاته، وتوازن قواه الاقتصادية الدولية، وتعزيز موقعه كوجهة جاذبة للاستثمارات الدولية.