رغم محدودية في عدد الإدراجات.. بورصة البيضاء تستقطب اهتمامًا غير مسبوقًا من المستثمرين

البورصة - 12-08-2025

رغم محدودية في عدد الإدراجات.. بورصة البيضاء تستقطب اهتمامًا غير مسبوقًا من المستثمرين


اقتصادكم

 
تشهد بورصة الدار البيضاء خلال عام 2025 أداءً لافتًا، مدعومًا بارتفاع المؤشر الرئيسي "مازي" الذي تجاوز 19 ألف نقطة، محققًا مكاسب فاقت 34% منذ بداية السنة، مقارنة بـ14773 نقطة في نهاية 2024. هذه القفزة دفعت بالقيمة السوقية إلى تجاوز تريليون درهم لأول مرة، ما يعكس ثقة متزايدة في السوق وتفاؤل المستثمرين بمستقبل الاقتصاد الوطني، خصوصًا في ظل توقعات بنمو يتجاوز 4% وتحكم في مستويات التضخم والفائدة.

الزخم شمل أيضًا قاعدة المستثمرين التي شهدت توسعًا سريعًا، حيث استقطبت عمليات الإدراج الأخيرة آلاف المستثمرين من عشرات الجنسيات. أبرزها إدراج شركة "فيسين" التي جمعت طلبات اكتتاب بـ32 مليار درهم، رغم أن المبلغ المطلوب لم يتجاوز 500 مليون، ورفعت شركة البناء "TGCC" رأسمالها بنحو 2.2 مليار درهم، وجذبت 82 ألف مستثمر. ويُبرز ذلك اهتمامًا متزايدًا بالقطاعات الصحية والبنائية، خاصة في ظل المشاريع الكبرى المرتبطة بكأس العالم 2030.

وحسب "اقتصاد الشرق"، فإنه رغم هذا الأداء القوي، ما تزال البورصة  تعاني من محدودية في عدد الإدراجات، إذ لا تتجاوز عملية واحدة سنويًا. وتطمح السلطات إلى رفع عدد الشركات المدرجة من 78 حاليًا إلى 300 بحلول 2035، وهو هدف يتطلب تسريع وتيرة الطروحات الأولية. ويدعو خبراء إلى استثمار الزخم الحالي وتحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة على الالتحاق بالسوق، مستفيدين من حوافز ضريبية وتسهيلات إجرائية مخصصة لهذه الفئة.

في المقابل، يُسجل غياب شبه تام للحكومة عن عمليات الطرح، رغم وجود برنامج سابق لتفويت حصصها في بعض المؤسسات العامة، مثل "الخطوط الملكية المغربية" و"ميناء طنجة المتوسط". ويُطالب خبراء اقتصاديون، من بينهم فريد مزوار المدير التنفيذي لمكتب التحليل المالي والبورصة "إف إل ماركتس" (FLMarkets)، بأن تسهم الحكومة في تعزيز دينامية السوق، عبر فتح رأسمال بعض الشركات العمومية، عوض اللجوء إلى الاقتراض الخارجي المكلف.

ورغم التحذيرات الأخيرة من وجود تقييمات مرتفعة لأسهم بعض القطاعات، يرى محللون أن الزخم الحالي يستند إلى أسس قوية مثل توسع الشركات ونمو أرباحها. ويشير عبد الرزاق مغراوي، الرئيس التنفيذي لشركة "سرفل أسيت مانجمنت"، إلى أن توجه المستثمرين بات يميل إلى الشركات ذات المشاريع التوسعية والقدرة على تحقيق نمو مستدام، وهو ما يدعم استمرار الأداء الإيجابي لبورصة المغرب خلال المرحلة المقبلة.