أزمة السردين.. تراجع الكميات المفرغة يربك الموانئ والصناعات

الاقتصاد الوطني - 25-08-2025

أزمة السردين.. تراجع الكميات المفرغة يربك الموانئ والصناعات

 


اقتصادكم - حنان الزيتوني


تشهد الموانئ المغربية، خاصة الجنوبية منها، تراجعا ملحوظا في الكميات المفرغة من منتجات الصيد الساحلي والتقليدي. هذا التراجع لا يقتصر فقط على أرقام الإنتاج، بل ينعكس بشكل مباشر على الصناعات المرتبطة بالقطاع مثل التجميد والتعليب، ويؤثر على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمهنيين. ومع تفاقم أزمة المحروقات وارتفاع تكاليف التجهيز، يجد الكثير من المجهزين والصيادين أنفسهم أمام مستقبل غامض. وفي ظل هذا المشهد المقلق، تتصاعد المخاوف من تهديد مورد غذائي أساسي بالنسبة للمواطن المغربي وركيزة حيوية للطبقة المتوسطة. فهل بات قطاع السردين مهددا في استدامته؟.

 

مورد أساسي

وتعليقا على الموضوع أكد عبد اللطيف السعدوني، رئيس الكونفيدرالية الوطنية لتجار السمك بالأسواق والموانئ المغربية، أن السردين يظل المورد الحقيقي للطبقة المتوسطة، كما يشكل غذاء رئيسيا للمواطن المغربي. وأورد أن الاستهلاك الوطني يتزايد سنويا بمستويات مرتفعة، حيث يناهز حجم الطلب ما بين 80% و89% من مجموع الإنتاج، خصوصا عبر الموانئ الجنوبية التي باتت تعيش أزمة خانقة في السنوات الأربع الأخيرة.

وأفاد السعدوني في اتصال مع موقع "اقتصادكم" أن موانئ الجنوب تمر بأزمة خطيرة مست قطاع الصناعات البحرية المرتبطة بالسردين، مثل وحدات التجميد والتعليب. وعزز حديثه بمعطيات رقمية، مبرزا أن وحدات كثيرة لم تعد قادرة على تغطية تكاليفها بسبب ضعف حجم المصطادات، ما جعل الإنتاج الصناعي يتراجع بشكل لافت.

كما أكد السعدوني أن الممارسات غير القانونية زادت من تعميق الأزمة، حيث يتم في بعض الأحيان تفريغ كميات تصل إلى 840 طنا في البحر دون تصريح، وهو ما يشكل خطرا بيئيا واقتصاديا. وأورد أن هذه الظاهرة تسيء إلى صورة المغرب، وتضر بالثروة البحرية وبالاقتصاد الوطني .في آن واحد

 

تهديد المخزون

وفي هذا السياق، أفاد المتحدث أن طرق الصيد الحالية تتسبب في استنزاف المخزون السمكي، مشيرا إلى أن أصنافا متعددة تصاد خارج الضوابط، مثل الكوربيل والتوراد والشرغو والأسماك الحمراء. وعزز قوله بأن هذه الوضعية تهدد الاستدامة البحرية، وتدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الثروة الوطنية.

كما أكد السعدوني أن الأزمة ألقت بظلالها على دخل المهنيين، إذ تراجعت المستهدفات السنوية وأصبح العديد من المراكب يغامر لتأمين مردوديته. وأورد أن بعض السفن اضطرت إلى التوجه صوب المياه الموريتانية بحثا عن بدائل، وهو ما يطرح تحديات قانونية وتنظيمية معقدة.

وفي هذا السياق، أفاد رئيس الكونفيدرالية أن الخروج من هذه الأزمة يستدعي تدخلا وطنيا عاجلا، داعيا إلى عقد مناظرة وطنية يشارك فيها كافة المتدخلين من أجل إعادة هيكلة القطاع وإنقاذ السردين باعتباره ثروة استراتيجية. وعزز موقفه بالتأكيد على أن مستقبل الأمن الغذائي مرتبط بشكل مباشر باستدامة هذا المورد الحيوي.