اقتصادكم - عبد الصمد واحمودو

 

كشفت معطيات صادرة عن بنك المغرب، أن المحافظ الإلكترونية M-wallets، سجلت ارتفاعا واضحا خلال سنة 2024، حيث بلغ الرصيد الإجمالي لهذه المحافظ 13,7 مليون درهم. ويعود هذا النمو إلى ارتفاع عدد الاشتراكات بمعدل يقارب 32% مقارنة بالعام السابق.

وتشير معطيات بنك المغرب، إلى أن المحافظ الإلكترونية الصادرة عن مؤسسات الأداء استحوذت على الجزء الأكبر من السوق، بنسبة 73% من مجموع الرصيد المتداول، أي ما يعادل نحو 10 ملايين محفظة إلكترونية بنهاية 2024. كما أكّد بنك المغرب أن رصيد الـM-Wallets ، يستمر في التحسن سواء لدى مؤسسات الأداء أو البنوك التقليدية.

وفي هذا السياق، قال رئيس مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي علي الغنبوري ، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، إن ارتفاع الإقبال على الأداء عبر المحافظ الإلكترونية يعود إلى مجموعة من العوامل الأساسية، أولاً، هناك تطور كبير في المنظومة البنكية، سواء من حيث تنويع العروض المتعلقة بالأداء الرقمي أو العروض الخاصة بالمحافظ الإلكترونية، بالإضافة إلى التطور التكنولوجي على مستوى الهواتف الذكية ومختلف الأجهزة الإلكترونية، الذي سهّل بشكل كبير انتشار ثقافة الأداء عبر المحافظ الرقمية واعتمادها من طرف شريحة واسعة من المواطنين".

وحسب الغنبوري فقد "ساهم تطور البنية التحتية الخاصة بوسائل الأداء، خصوصاً على مستوى العديد من المحلات التجارية، كذلك في تسهيل هذا النمو المتسارع للأداء عبر المحافظ الإلكترونية، الذي بلغ حوالي 13.7 مليون درهم".

وأكد المتحدث ذاته أن "عاملا آخر مهم يتمثل في سهولة التحويلات المالية، خصوصا المتعلقة بالمبالغ الصغيرة بين الأفراد، وهو ما لاقي إقبالا واسعا في أوساط الشباب، مما شجع على انتشار المحافظ الإلكترونية في المغرب".

ويعتقد رئيس مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي، "أنه خلال السنوات القادمة سنقف على معدلات نمو أكبر بكثير مما نسجله اليوم، وقد يتضاعف هذا الرقم مرات عديدة، خاصة مع زيادة التفاعل والثقة في وسائل الأداء الرقمي".

وأشار الغنبوري، إلى " أنه رغم وجود بعض المخاطر المرتبطة بحماية المعطيات الشخصية والأمن السيبراني، فإن الثقة في المؤسسات المالية وفي حلول الأداء الإلكتروني في تزايد مستمر، وهو ما يوسع قاعدة المستخدمين، حتى في الفئات التي لم تكن تفكر سابقا في استعمال المحافظ المالية أو حلول الأداء الرقمي".

وربط المصدر ذاته انتشار الأداء الرقمي والمحافظ الإلكترونية في المغرب بثلاثة أسباب رئيسية، هي "تطور العروض البنكية، والتطور التكنولوجي، وارتفاع مستوى الثقة في وسائل الأداء". وكلما زادت هذه الثقة، كلما شهدنا تطوراً أكبر، وهو ما سينعكس إيجاباً على الوضعية العامة للشمول المالي في المغرب، يضيف الغنبوري.