كان 2025.. توقعات بخلق أكثر من 30 ألف فرصة عمل

كأس أفريقيا "اقتصادكم" - 18-12-2025

كان 2025.. توقعات بخلق أكثر من 30 ألف فرصة عمل

اقتصادكم – حنان الزيتوني

 

مع اقتراب انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، يسأل كثيرون: كيف ستغير الرقمنة تجربة البطولة بالنسبة لنا كمواطنين؟ هل ستجعل متابعة المباريات، التنقل بين المدن، وحجز الفنادق أكثر سهولة؟ أم أن الفرص الاقتصادية التي يعد بها “الكان” ستصل حقا إلى جيوبنا؟. 

ويؤكد العديد من الخبراء الاقتصاديين في تحليلاتهم أن هذه البطولة ليست مجرد مباريات على الملاعب، بل مشروع وطني متكامل يربط بين الرياضة والاقتصاد والابتكار الرقمي. من خلال التطبيقات الذكية، إدارة البيانات، وتطوير البنية التحتية، سيشهد المغرب خلال هذه الأيام الثلاثة الأخيرة قبل الافتتاح كيف تتحول كرة القدم إلى محرك للنمو الاقتصادي ورافعة لتطوير المهارات الشبابية وفرص الشغل.

وفي هذا الصدد يرى المحلل الاقتصادي علي الغنبوري أن "الكان" هذه المرة ليس مجرد حدث رياضي، بل محطة استراتيجية تعكس قدرة المغرب على استثمار التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الاقتصاد الوطني، فالإجراءات الرقمية المتقدمة في إدارة الملاعب، تنظيم حركة الجماهير، حجز التذاكر، وتطبيقات المراقبة الأمنية، لن تضمن فقط تجربة سلسة للمشجعين، بل ستخلق فرصا جديدة للشركات المغربية في مجالات تطوير البرمجيات، الخدمات الرقمية، وتحليل البيانات.

اقتصاد رقمي يدعم السياحة والتجارة

ويتوقع الغنبوري أن تستقطب البطولة نحو مليون زائر من إفريقيا والعالم، ما يعزز صورة المغرب كوجهة آمنة وعصرية، لكن الجديد هذه المرة هو أن الرقمنة تجعل الاستفادة من هذا التدفق السياحي أكثر كفاءة: من خلال تطبيقات ذكية لحجز الفنادق والمطاعم، وتتبع الحركة في المدن والملاعب، إلى توفير تجارب رقمية للزوار تجعل من زيارتهم فرصة لاستكشاف منتجات وخدمات محلية.

وأورد الغنبوري في اتصال مع موقع "اقتصادكم"، أن مشاريع تحديث البنية التحتية من ملاعب جديدة إلى وحدات فندقية محسنة ترافقها حلول رقمية حديثة، ما يرفع إنتاجية العمال ويزيد من فرص التحول الوظيفي المؤقت إلى دائم، خصوصا في قطاعات الأمن، النقل، والخدمات السياحية.

فرص شغل رقمية ومهارات جديدة

ومن المتوقع أن يوفر "الكان" أكثر من 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ويشير الغنبوري إلى أن الرقمنة سترافق هذه الوظائف من خلال برامج تكوين متقدمة، تتيح للشباب اكتساب مهارات في إدارة البيانات، التسويق الرقمي، وأنظمة الأمن الذكية، ما يجعل الحدث ليس مجرد كرة قدم، بل منصة لإعداد جيل جديد من الكفاءات المغربية القادرة على المنافسة عالميًا.

الرقمنة.. قاطرة لكل القطاعات

وأضاف المحلل نفسه، أن تأثير البطولة لن يقتصر على السياحة وحدها، بل سيمتد إلى البناء والتشييد، الصناعات الغذائية والاستهلاكية، القطاع المالي والتأمينات، الاتصالات والنقل، فالتوسع في شبكات الجيل الخامس وزيادة حركة البيانات سيخلق طلبا على البنية الرقمية ويحفز الاستثمارات الجديدة.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يحذر الخبراء من ضغوط محتملة على الميزانية العامة، لكن الشراكات الرقمية مع القطاع الخاص وتمويلات خارجية ذكية يمكن أن تخفف من هذه التحديات، مع ضمان استفادة الاقتصاد الوطني بالكامل من مداخيل السياحة والتقنيات الحديثة.