اقتصادكم
يبدو أن الأزمة الروسية-الأوكرانية لن تمر دون تأثير على العلاقات بين المغرب والجزائر. ذاك ما يراه تقرير ألماني حديث، اعتبر أن وقع تلك الأزمة المرتقب على صادرات الغاز الروسية صوب أوروبا، سيدفع الأخيرة لبذل جهود أكبر للاستعاضة عنها بالسوق الشمال أفريقية.
وأوضح "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، وهو مجمع تفكير ألماني، أن صادرات الغاز الروسي صوب القارة الأوروبية تعتبر حيوية بالنسبة لبعض دولها، ما قد يدفع الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن أسواق بديلة في حال نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
المجمع ذاته أشار في تقرير حديث، إلى كون سوق شمال أفريقيا تعد البديل الأول المتاح أمام أوروبا، إلا أن الخلافات الراهنة بين المغرب والجزائر تجعل المهمة أكثر تعقيداً، و"ستدفع القادة الأوروبيين إلى بذل جهود وساطة أكبر لحل الخلاف بين البلدين" يضيف التقرير.
وكان الخلاف المغربي-الجزائري أدى في وقت سابق إلى وقف صادرات الغاز الجزائري صوب إسبانيا، والتي كانت تمر عبر الأنبوب الجزائري-المغربي.
وتمثل السوق الروسية في الوقت الراهن 40 في المئة من تموين القارة الأوروبية بالغاز، إلا أن اندلاع الحرب مع أوكرانيا سيؤدي دون شك إلى خفض الصادرات الروسية من تلك المادة، وبالتالي خلق أزمة حقيقية داخل القارة العجوز.
ورغم الجهود الأمريكية لحث قطر على توجيه صادراتها من الغاز صوب أوروبا، لتعويض صادرات الغاز الروسية، إلا أن التقرير أوضح أن الإنتاج القطري قد بلغ أقصاه، كما أن صادرات الدوحة مرتبطة بعقود مع زبنائها الآسيويين.
ويرى التقرير أن الوضع الراهن سيدفع القادة الأوروبيين إلى بذل جهود كبرى لفتح أنابيب غاز جديدة بين الجزائر والمغرب، ومن ثمة الوساطة لإيجاد حل للخلافات السياسية بين البلدين.