اقتصادكم - يوسف المجدوبي
انتقل البحث عن أضحية العيد إلى السرعة القصوى، قبل أسابيع قليلة من حلول هذه المناسبة الدينية والاستهلاكية في الآن نفسه، لتتخذ عملية "البحث" طريقا آخر غير الميداني. يتعلق الأمر بمواقع إلكترونية خصصت لتسويق الأضاحي، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، استغلها كسابة لجذب أكبر عدد من الزبناء.
وبانخراط الكسابة ومربي الأغنام في التجارة الالكترونية، أحدثوا سوقا أشبه بـ"الرحبة" في المواقع والحسابات على "السوشل ميديا"، إذ تنافسوا على عرض قوائم طويلة من الاختيارات، تقدم للزبناء سلالات مختلفة من الأغنام، أبرزها الصردي والبركي، مع تعداد الوزن والعمر والسعر، مرفقة جميعها بصور ومقاطع فيديو، من أجل إبراز مميزات المنتوج وضمان جودته ومصداقيتهم لدى الزبناء.
وعاينت "اقتصادكم" في سياق تصفحها وبحثها في مجموعة من المواقع الإلكترونية والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، عرض "الكسابة الجدد" في سياق تيسير عملية الاقتناء، خدمة توصيل الخراف إلى محلات الإقامة وفقا للتاريخ الذي يختاره الزبون. أما عملية الأداء، فتتم عبر الأنترنت، أو عند تسليم الخروف، أو في المكان عينه بالنسبة إلى الراغبين في زيارة الحظائر والضيعات بأنفسهم لتسلم الخروف.
وبهذا الحصوص، أعلن الموقع الإلكتروني " flaha.ma " عن إطلاق بيع خرفان عيد الأضحى على شبكة الأنترنت، ويقترح هذا الموقع، بين مواقع إلكترونية أخرى، ملصقات وكتيبات خاصة، في حلة مغرية، تتضمن صور الخرفان، وأثمنتها التي تتراوح بين 2291 درهم و6490 للخروف الواحد، باعتبار أن هذه الأسعار قابلة للتفاوض.
ومن جهته أيضا، أعلن موقع sardi.ma عن عرض أضحية العيد، وذلك عبر صور تم التقاطها بطريقة احترافيّة للخراف، مع إرفاقها بالوزن والنّوع والثّمن، وبأسعار مغرية تتراوح بين 2500 درهم كحدّ أدنى، لتصل إلى 6000 درهم، إد يتمّ الدّفع عبر الأنترنت بواسطة البطاقة البنكية، وذلك قبل التسليم.
وطريقة العرض نفسها هي ما جعلت بعض مستخدمي الأنترنت يعتبرون الفكرة مزحة، غير أنّ طريقة البيع عبر الصّور غير مضمونة، وخصوصاً أنّ المغاربة اعتادوا على فكرة "الرّحبة"، إذ تتمّ معاينة وفحص جودة الأضحية.
وبسبب ضيق الوقت وتزايد الانشغالات اليومية للمواطنين، بات كثيرون يلجؤون إلى شراء الأضاحي عبر الأنترنت، ويعد توصيل الطلبات للمنازل أحد مفاتيح نجاح التسوق عن بعد، ففي حين يمكن للبعض الذهاب إلى عين المكان لاختيار خرفانهم، يتعذر على البعض الآخر التنقل بسبب ضيق الوقت، أو بعد المسافة، أو بسبب الظروف الصحية.
ويتعلق الأمر هنا بموظفين ورجال أعمال، ومستخدمين بالقطاع الخاص، أو ببساطة أناس لم يعودوا يحبذون فكرة الذهاب إلى الأسواق في هذه المناسبة، وأصبحوا يفضلون اقتناء أضحية العيد عبر الأنترنت.
سمير، موظف، من بين المغاربة الذين أصبحوا خلال السنوات الأخيرة يفضلون الاستعانة بالإنترنت لاقتناء أضحية العيد، حيث يشير إلى أن "اقتناء الأضحية عبر شبكة الإنترنت يجنبه المجهود الشاق وعبء البحث والتأكد من الجودة ".
ويؤكد سمير، الذي اعتاد على هذه الوسيلة للشراء منذ عدة سنوات، ثقته في مزوده فيما يتعلق بجودة الأعلاف المقدمة للخروف، ولكن "أيضا بالسعر، والذي يكون عادة متوافقا مع سعر السوق، أو أحيانا أقل تكلفة".
وتركز المواقع أنشطتها على مدينتي الدار البيضاء والرباط، إذ تشتغل مع مربي الماشية بمناطق الشاوية، إذ تعمل على احترام شروط التربية التقليدية، بما في ذلك تغدية الأغنام بالأعلاف الطبيعية في حظائر ومراعي كبيرة حفاظا على سلامتها.
وبالتالي، فإن خدمة التوصيل التي يقدمها التسويق الإلكتروني لبيع الأغنام يسهل الأمر على العديد من شرائح المجتمع، خاصة كبار السن، وأولئك الذين يعيشون في شقق صغيرة، ولا يتوفرون على مساحة كافية لاقتناء خرافهم قبل أيام من العيد، إضافة إلى الأشخاص المشغولين جدا، بحكم طبيعة أعمالهم.