اقتصادكم
شكلت الفرص التي تتيحها الصناعة X.0 للمقاولات المغربية محور لقاء انعقد أمس الإثنين بالرباط، بمبادرة من وكالة التنمية الرقمية.
ويأتي هذا اللقاء الذي نظم بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة، والجامعة الأورومتوسطية بفاس، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، في إطار مشروع ورش المصنع الذكي.
وشكل اللقاء فرصة لتسليط الضوء على مختلف رهانات ومساهمات الصناعة من الجيل الرابع والخامس، وهي صناعة ناشئة بفضل التكنولوجيات الرقمية، وذلك من أجل بلوغ مصنع أكثر ذكاء واتصالا ومرونة وفعالية من حيث الإنتاج وإدارة الموارد.
وأكد محمد الدريسي الملياني، المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، في كلمة بالمناسبة، أن الصناعة من الجيل الرابع والخامس، تأتي لتخلف الثورات الصناعية السابقة، تلك الخاصة بالبخار والكهرباء والأتمتة، الذي يقدم كل منها للعالم طريقة جديدة للعمل والتطور والإنتاج والعيش.
وقال الدريسي الملياني "نشهد اليوم تغيرا مستمرا في أنماط الاستهلاك، وتحولا في سلاسل الإنتاج العالمية، مدفوعا بتطور عميق للعمليات الصناعية، وابتكار في التصميم التصنيع والتشغيل والخدمات اللوجستية، بفضل التكنولوجيات الحديثة".
وأبرز أن هذا النموذج الجديد الذي تتيحه التكنولوجيات الرقمية، بما فيها إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والأنظمة الفيزيائية الإلكترونية والروبوتات التعاونية، هو ما يكون قد أفضى إلى بروز الصناعة 4.0 وبالتالي، تحويل المصنع إلى بنية أكثر ذكاء واتصالا، وأكثر مرونة وكفاءة من حيث إدارة الإنتاج والموارد مع تحسين الإنتاجية بنسبة تصل إلى 30%.
من جهتها، قالت سناء لحلو، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بالمغرب، إن الصناعة X.0 تأتي لمحاولة ربط السلسلة بأكملها وتشجيع الجمع بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري.
وأضافت أن المستهلك اليوم يوجد في صلب اهتمام المصنع الذكي ليقدم له منتجا مختلفا ومخصصا، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بثورة في المقاولات التي يجب أن تقود تحولا مزدوجا، من خلال ربط مجموع السلسلة من جهة، وكذا بغية الاستثمار في المنتجات والخدمات التي يتم تخصيصها بشكل أكبر من قبل الشركة.
من جهتها، أشارت كنزة العلوي، المديرة العامة للصناعة بوزارة الصناعة والتجارة، إلى أن الصناعة 4.0 بصد إحداث تحول في جميع القطاعات الصناعية في جميع أنحاء العالم، وتتميز باستخدام تكنولوجيات متقدمة بهدف تحسين الإنتاجية وجودة ومرونة العمليات الصناعية.
وشددت في هذا الصدد على ضرورة أن تكون الشركات المغربية قادرة على اغتنام الفرص التي تتيحها الصناعة X.0 لتظل قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية وخلق فرص عمل جديدة ونمو اقتصادي.
من جانبه، أشار نائب رئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس، التيجاني بونحميدي، إلى أن هذه الندوة تأتي في الوقت المناسب لمناقشة وتقديم ثورة صناعية تشجع القطاع الصناعي على السير في هذا المسار وضمان الأداء الضروري للبقاء في مضمار التنافس على المستوى الدولي.
وأضاف أنه في هذا السياق، يبذل المغرب الجهود اللازمة لمتابعة هذا المسار الذي سلكته جميع الدول الصناعية، مشيرا إلى أن المملكة تهدف أيضا إلى خلق منظومات من خلال مساهمة مختلف الشركاء، لا سيما عبر مشروع "مصنع فاس الذكي".
وشمل هذا اللقاء أيضا جلستين من تسييرعادل بن يوسف، أستاذ الاقتصاد بجامعة كوت دازور، الذي توقف عند تطور الصناعة بدءا من الصناعة من الجيل الأول إلى الصناعة من الجيل الخامس، وحدود النموذج التقليدي للصناعة من الجيل الثالث، ومكونات الصناعة من الجيل الرابع.
وشكل هذا اللقاء أيضا مناسبة لمناقشة ورش المصنع الذكي باعتباره عنصرا أساسيا في في مجال التصنيع الآمن والمتصل والمرن، والفرص التي توفرها الصناعة من الجيل الرابع والخامس، بما في ذلك التخصيص الشامل وزيادة الإنتاجية والكفاءة والموثوقية بالإضافة إلى التحديات التي يجب مواجهتها.
وشارك في هذا الاجتماع مجموعة من كبار المسؤولين والمديرين والخبراء والمتخصصين، من القطاعين العام والخاص، الذين شاركوا في مواضيع ذات صلة بالقدرة التنافسية للنسيج المقاولاتي بشكل عام، وتنويعه، ومرونته وانتقاله الرقمي.