اقتصادكم
شهدت أسعار النفط ارتفاعا جديدا تجاوز عتبة 1%، صباح اليوم الأربعاء، في سياق دولي يتسم بتزايد التوترات الجيوسياسية واستمرار التقلبات المرتبطة بالإمدادات، وتواصل الأسواق تحقيق مكاسب لليوم الثاني على التوالي، مدعومة بمجموعة من العوامل من أبرزها تشديد العقوبات على بعض المنتجين، والتحركات الأمريكية لإعادة ملء احتياطياتها الاستراتيجية، إلى جانب التفاؤل الحذر بشأن المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين.
وحسب المعطيات المتوفرة فقد بلغ سعر خام "برنت" مستوى 62.26 دولارا للبرميل، بعدما كسب نحو 94 سنتا، أي ما يعادل 1.5%، بينما صعد خام "غرب تكساس الوسيط" الأمريكي إلى 58.16 دولارا، بزيادة قدرها 92 سنتا (1.6%).
وهذا التعافي يأتي بعد أن لامس الخام مستويات دنيا لم تُسجل منذ خمسة أشهر، نتيجة ارتفاع الإنتاج وتباطؤ الطلب العالمي، خاصة في ظل توترات اقتصادية بين قوى كبرى.
وفي خطوة لافتة، كشفت وزارة الطاقة الأمريكية أنها تعتزم شراء نحو مليون برميل من النفط الخام، بهدف تعزيز مخزونها الاستراتيجي مستغلة الأسعار الحالية التي ما تزال في نطاق مقبول مقارنة بذروتها في فترات سابقة.
وفي حديثه لموقع "اقتصادكم" أكد أحد المهنيين في المجال الطاقي، أن "الحركة الحالية للأسعار تعكس توازنا هشا بين المخاوف من نقص الإمدادات والرهانات على تعافي الطلب العالمي"، مضيفا أن "التحركات الأمريكية تساهم في إعادة توجيه الأنظار نحو مستقبل الطاقة الاحتياطية وتأمين سلاسل التوريد".
وأورد أنه بالنسبة للمغرب، الذي يعتمد بشكل شبه كلي على الاستيراد لتأمين حاجياته من المحروقات، يطرح هذا الارتفاع المتواصل تحديات جديدة، خصوصا على مستوى كلفة الفاتورة الطاقية، ورغم أن الأسعار لم تعد إلى مستوياتها القياسية المسجلة في أوقات الأزمات، إلا أن أي ارتفاع فوق سقف 60 دولارا يشكل ضغطا على ميزان الأداءات وعلى القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل غياب مصفاة وطنية.