اقتصادكم - عبد الحق نجيب
من الواضح أنه عندما لا تنتج أمة ما صورها الخاصة لتعريف نفسها لبقية العالم، فإنها بدلاً من ذلك تترك الآخرين أحرارًا في القيام بذلك بدلاً منها، حتى لو كان ذلك يعني تشويه الموضوع وتشويه المحتوى وتشويهً الحقائق. وبهذا المعنى، اتخذ المغرب المقياس الكامل لثقل الصورة التي يمكن للسينما المغربية أن تقدمها لعيون العالم، باعتبارها مرآة المجتمع، وانعكاسا للثقافة، ومشكال تاريخ البلاد بكل خصائصها وقيمها.
في هذه الديناميكية، التقى مدير المركز السينمائي المغربي عبد العزيز بوزديني ورئيس قسم السينما بقناة الراي العالمية كارلو جنتيلي يوم 1 سبتمبر 2024 بمدينة البندقية الإيطالية، لمناقشة المحاور الموضوعية لتعزيز التعاون بين المغرب وإيطاليا في مجال الإنتاج السينمائي.
والتقى المسؤولان على هامش الدورة 81 لمهرجان البندقية الدولي للسينما، حيث تم التركيز على سبل النهوض الفعال بالسينما المغربية، من خلال نشر واسع للإنتاج الوطني في إيطاليا، خاصة في وقت تنتج فيه السينما الوطنية عددا كبيرا من الأفلام. أفلام روائية تسافر إلى أكبر المهرجانات التي تروج للفنون والثقافة المغربية خارج حدودها.
بالنسبة لعبد العزيز بوزديني: “يتعلق هذا التعاون باقتناء إيطاليا إنتاجات مغربية يعود تاريخها إلى ما قبل 2022، وبث الأفلام التي تم ترميمها في مختبرات CCM، والتي يعود تاريخ إصدارها إلى خمسينيات القرن الماضي، من بينها الفيلم الروائي “الربيع” "شمس" للمخرج لطيف لحلو. وهذا إنجاز كبير للسينما المغربية، التي يمكنها بالتالي أن تقدم لعشاقها أفلاما ذات جودة عالية، مع مرتكز تراثي حقيقي. وبهذا المعنى، أصر عبد العزيز بوزديني على دبلجة هذه الإنتاجات الوطنية باللغة الإيطالية، وهو ما “ستتكفل به شركة الإنتاج والتوزيع والشراء السينمائي التابعة لمجموعة راي، لتعريف الثقافة والسينما في إيطاليا، في حين "مخاطبة الجالية المغربية والشمال إفريقية والعربية القوية المقيمة في إيطاليا".
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا اللقاء يأتي استكمالا لمقابلة أولى مع المسؤول الإيطالي بمناسبة الدورة 76 لمهرجان كان السينمائي، والتي ركزت على سبل تعزيز التعاون والعلاقات الثقافية والمهنية بين المغرب وإيطاليا وفتح الطريق إلى فرص جديدة للتعاون الثنائي في المجال السينمائي والفني. وبهذه الروح، أصر كارلو جنتيلي على نمو السينما المغربية، موضحا أن الهدف من هذا التعاون الثنائي هو التعريف بهذه السينما بشكل أفضل في إيطاليا من خلال بث الأفلام على القنوات التلفزيونية، والمشاركة في المهرجانات وكذلك تنظيم برامج ثقافية. أحداث مثل أسابيع السينما المغربية في إيطاليا”.
وأشار المدير الإيطالي إلى تنظيم لقاءات بين المنتجين من البلدين بهدف إنشاء إنتاجات مشتركة، مع القيام باستكشاف في المغرب، الذي يتمتع بمناظر طبيعية خام وإعدادات غير عادية، لتصوير الإنتاجات المستقبلية.