اقتصادكم-حنان الزيتوني
كشف مصطفى شعون، رئيس المنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط، عن الحاجة الملحة إلى إعادة هيكلة قطاع النقل بإفريقيا وجعله أكثر انفتاحا واندماجا، مع اعتماد رؤية اقتصادية مشتركة تسهم في تطوير البنيات التحتية وتحسين سلاسل الإمداد عبر القارة.
وأوضح شعون أن إفريقيا تمتلك إمكانيات هائلة في مجال النقل واللوجستيك، لكنها ما زالت تحتاج إلى قرارات جريئة تعزز الانفتاح على الاستثمارات الخاصة وتسرع وتيرة التكامل الاقتصادي بين دولها.
ممرات نقل تربط القارة ببعضها
وأشار شعون في تصريح لموقع "اقتصادكم"، إلى أن القارة الإفريقية تعاني من ضعف في الربط الطرقي والبحري والجوي بين دولها، ما يحد من تنافسية اقتصاداتها ويؤثر على حركة التجارة الداخلية والإفريقية البينية.
ودعا إلى إطلاق ممرات نقل قارية ومشاريع بنى تحتية استراتيجية تمكن من نقل البضائع والطاقات والسلع بسهولة، وتخلق شبكة لوجستية مترابطة تدعم النمو الاقتصادي المشترك.
تشجيع المقاولات الإفريقية الصاعدة
وأكد رئيس المنظمة على ضرورة تمكين المقاولات الإفريقية الصغرى والمتوسطة العاملة في قطاع النقل واللوجستيك من التمويل والتكوين، مبرزا أن الاستثمار في الكفاءات المحلية هو حجر الأساس لبناء قطاع تنافسي ومبتكر.
وشدد على أن القارة تمتلك طاقات شبابية قادرة على قيادة التحول في مجالات النقل المستدام والرقمنة والخدمات اللوجستية الحديثة.
المنتدى الإفريقي للنقل
وأضاف شعون، الذي ألقى كلمة له يوم أمس الخميس على هامش المنتدى الإفريقي الدولي للحركة والنقل واللوجستيك المنظم بالعاصمة الاقتصادية، أن هذا الحدث القاري يشكل فضاء للحوار والتعاون العملي بين الدول الإفريقية ومختلف الفاعلين الاقتصاديين.
وأوضح أن الهدف من المشاركة المغربية هو نقل التجربة الوطنية الناجحة في تطوير البنيات التحتية والنقل الطرقي والمينائي إلى محيطها الإفريقي، بما يعزز التكامل والاندماج القاري.
وشدد شعون على أن الرهان اليوم هو تحقيق تكامل اقتصادي إفريقي فعلي، عبر ربط الأسواق الداخلية وتشجيع المبادلات التجارية بين الدول الإفريقية بدل الاعتماد على الشركاء الخارجيين فقط.
واعتبر أن المغرب، بفضل موقعه الجغرافي واستراتيجيته في تطوير موانئه وشبكاته الطرقية والسككية، يمكن أن يلعب دورا محوريا في ربط إفريقيا الغربية والجنوبية بالواجهة الأطلسية.
دينامية النقل الإفريقي
وأكد شعون أن مشاركة الشباب والنساء في قطاع النقل واللوجستيك لم تعد اختيارا، بل ضرورة لتعزيز الابتكار وتوسيع قاعدة المهارات.
وأضاف أن الحضور المتزايد لهؤلاء الفاعلين الجدد في القطاع يعكس تحولا ثقافيا وتنمويا نحو نموذج أكثر شمولية وعدلا في توزيع الفرص داخل القارة.
ودعا مصطفى شعون إلى تأسيس شراكات إفريقية قوية بين القطاعين العام والخاص لتطوير مشاريع النقل المستدام، وتشجيع الحلول الرقمية والبيئية المبتكرة.
وأكد أن المستقبل اللوجستي للقارة يعتمد على التعاون الذكي بين الدول والمؤسسات والمقاولات، معتبرا أن المغرب مؤهل لأن يكون قاطرة نحو نقل إفريقي متكامل وتنافسي يخدم شعوب القارة بأكملها.
