اقتصادكم 

 

مع اقتراب انطلاق الموسم الفلاحي الجديد في المغرب، خرج مهنيو القطاع الفلاحي، وخصوصا الفلاحين والكسابة الصغار، بجملة من المطالب الملحة، أبرزها صرف الدعم المالي المباشر بشكل عاجل، دون انتظار منتصف سنة 2026، وذلك لتفادي تعثر برنامج إعادة تشكيل القطيع الوطني، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلاحون بعد سنوات من الجفاف وتراجع القطيع.

وحسب بلاغ للمكتب الوطني الموسع للنقابة الوطنية للفلاحين، توصل موقع "اقتصادكم" بنسخة منه، فقد عبر المكتب عن قلقه من بعض نتائج عملية إحصاء وترقيم القطيع، حيث دعا إلى نشر كافة تفاصيل الإحصاء بشكل شفاف، مع الإشارة إلى تضارب في الأرقام الرسمية، وتراجع مقلق في عدد الأبقار، مقابل استقرار عدد الإبل منذ سنوات، ما يفرض بحسبه تقييما حقيقيا للبرامج السابقة ومساءلة الجهات المستفيدة.

وفي سياق متصل، سجل البلاغ غياب المعطيات الدقيقة حول توزيع السلالات الأصيلة، وندد بإقصاء الفلاحين الصغار ممن فقدوا قطعانهم من عملية الإحصاء، مما قد يحرمهم من الدعم في المرحلة المقبلة، رغم خبرتهم الطويلة في الميدان. كما دعا إلى رفع الغلاف المالي المخصص للدعم، خصوصا بعدما أظهرت المعطيات الرسمية أن عدد إناث الماشية المؤهلة للتوالد يفوق التوقعات الحكومية، ما قد يحدث ارتباكا إذا لم تتم المواكبة بالتمويل الكافي. 

كما نبه البلاغ إلى خطورة تكرار أخطاء برامج توزيع الشعير المدعم، مطالبا بشفافية تامة في توزيع الأعلاف، والتأكد من قيمتها الغذائية ومكوناتها حسب المعايير الدولية.

 وشدد المصدر ذاته، على الحاجة الماسة إلى تعزيز التأطير التقني والطبي البيطري عبر رفع عدد الأطر والمرشدين الميدانيين، خاصة في صفوف الفلاحين الصغار الذين يشكلون العمود الفقري للإنتاج الحيواني في البلاد.

وجدد المكتب الوطني دعوته إلى فتح حوار مباشر مع وزارة الفلاحة، لمناقشة آليات تفعيل برنامج إعادة تشكيل القطيع، إلى جانب مختلف القضايا الحيوية التي تهم الفلاحين الصغار. كما دعا هؤلاء إلى الالتفاف حول تنظيماتهم النقابية للدفاع عن حقوقهم، وتعزيز دورهم في تحقيق السيادة الغذائية الوطنية.