اقتصادكم - أسامة الداودي
بين نسخة ساحل العاج 2023 وموعد كأس الأمم الإفريقية "المغرب 2025"، يتجدد النقاش حول المنتخب الوطني: هل ما زال يعتمد على نفس النواة، أم أن مرحلة جديدة بدأت تتشكل؟ وبين متغيرات الأسماء والنهج والتوازن البدني، يبرز سؤال جوهري: ما الذي تغير فعلاً في أسود الأطلس؟
فهل حافظ المنتخب على هويته الكروية التي صنعت تميزه دولياً؟ أم أن الدروس القاسية لمشاركة كتيبة النخبة الوطنية في نسخة 2023 دفعت الطاقم التقني إلى إعادة صياغة تفاصيل اللعب، وتطوير حلول هجومية وتكتيكية أكثر نجاعة؟
وفي هذا الصدد، أكد حارس مرمى فريق اتحاد تواركة، عبد الرحمان الحواصلي، أن النواة الأساسية للمنتخب الوطني بقيت محافظة على حضورها، غير أن تغييرات مهمة ظهرت خصوصاً في وسط الميدان وخط الوسط الهجومي والأطراف.
وتابع عبد الرحمان الحواصلي، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، أن بعض اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم الأخيرة وكأس أمم إفريقيا بالكوت ديفوار لن يكونوا ضمن التشكيلة الحالية، في حين برز اسم نائل العيناوي كلاعب مؤثر أظهر إمكانيات قوية، وتعزز دوره إلى جانب سفيان أمرابط وعز الدين أوناحي، مما منح وسط الميدان سلاسة أكبر.
واعتبر الحواصلي أن لاعبين من طينة إبراهيم دياز قادرون على صناعة الفارق رغم قلة مشاركاته مع فريقه ريال مدريد، إضافة إلى أهمية عودة عناصر وازنة مثل حكيم زياش، مؤكدا أن المنتخب سيحتاج حلولاً فردية لكسر دفاعات المنتخبات الإفريقية.
واسترسل حارس فريق حسنة أكادير الأسبق، أن هوية اللعب (ADN) لم تتغير، إذ يواصل المنتخب الاعتماد على البناء من الخلف والاستحواذ والبحث عن الترابط بين الخطوط، غير أن الطاقم التقني استخلص دروساً مهمة من الوديات الأخيرة وإقصائيات كأس العالم 2026.
وأوضح أن المنتخب أصبح يعتمد حلولاً هجومية أكثر تنوعا، من خلال تنشيط الجهتين والأطراف والعمل على الثلاثيات والمترابطات والكرات الثابتة، ما يجعل الأداء أكثر نجاعة مقارنة بما كان عليه في كأس إفريقيا 2023، إذ كان الاستحواذ وفيراً مقابل فرص محدودة، معتبراً أن التطوير الذي حصل يمنح كثيراً من التفاؤل قبل انطلاق البطولة.
وأضاف أن الجانب التكتيكي لم يشهد تغييرا هيكلياً في خطة اللعب، إذ ما تزال 4-1-4-1 هي الأساس مع تحولها في أطوار المباراة إلى 4-3-3 أو 4-5-1 وفق متطلبات المنافس.
وأشار إلى أن حضور نائل العيناوي ضمن التشكيلة الأساسية منح الأظهرة تحررا أكبر وتقدماً متكررا في الجانبين، سواء بوجود أشرف حكيمي أو نصير مزراوي على اليمين، أو أنس صلاح الدين ويوسف بلعمري على اليسار، مع الحفاظ على التوازن الدفاعي بوجود نايف أكرد أو جواد الياميق، إضافة إلى الدور المحوري لسفيان أمرابط أمام الدفاع.
كما أورد حارس مومى الفتح الرياضي السابق أن المنتخب الوطني لم يكن يعاني من ضعف بدني خلال “كان 2023”، لكن المشكل كان متمثلا أساساً في محدودية دكة البدلاء، وعدم توفر بدائل بنفس جودة الأساسيين، خصوصاً مع الإصابات التي عرفتها المجموعة آنذاك.
ولفت إلى أن الوضع تغيّر اليوم، إذ يتوفر الناخب الوطني على لائحة واسعة من اللاعبين المحترفين في كبريات الدوريات، ما يجعل التنافس قوياً ويحد من هشاشة الفريق عند أي غياب طارئ.
وشدد على أن الظروف المناخية في المغرب خلال فترة تنظيم البطولة ستكون مناسبة جداً، بعيدا عن الحرارة والرطوبة التي كانت تؤثر سابقاً على المردود، مؤكداً أن غالبية لاعبي المنتخب معتادون على اللعب في أجواء باردة وماطرة، وهو عامل سيدعم الفريق بدنياً ويزيد من حظوظه في تقديم أداء قوي.