بنيج: ضغط الأرض يفرض على "الأسود" تحقيق الفوز قبل كل شيء

كأس أفريقيا - 17-12-2025

بنيج: ضغط الأرض يفرض على "الأسود" تحقيق الفوز قبل كل شيء

اقتصادكم - أسامة الداودي
 

بينما تتجه أنظار الجماهير إلى المغرب وهو يتهيأ لاحتضان كأس إفريقيا وسط حماس غير مسبوق، يبرز تساؤل جوهري حول مدى قدرة المنتخب الوطني على استثمار ضغط الأرض والجمهور وتحويله إلى عنصر قوة بدل أن يتحول إلى عبء. قراءة المشهد التقني تكشف ملامح مرحلة جديدة، تتقاطع فيها التحولات المرتبطة بالهوية، واختيارات الطاقم التقني، ومتطلبات التوازن التكتيكي داخل رقعة الملعب.

وفي هذا السياق، صرح الدولي المغربي السابق ومحلل قنوات “بي إن سبورتس”، عبد العزيز بنيج، أن خوض المنتخب الوطني لبطولة كأس أمم إفريقيا على أرضه يضعه أمام ضغط مضاعف، بالنظر إلى الحضور الجماهيري الكبير والانتظارات العالية التي تضع النتيجة فوق أي اعتبار آخر، مؤكدا أن الظرفية الحالية تجعل من الفوز أولوية تتقدم على أي أداء فردي مهما بلغت جودته.

وأفاد عبد العزيز بنيج في تصريح لموقع "اقتصادكم"، بأن التجربة الأخيرة في “كان ساحل العاج 2023” كانت قاسية، بعد إقصاء المنتخب بسبب ضربة جزاء حاسمة ضائعة، في وقت كانت فيه كل الأنظار مركزة على أسود الأطلس عقب إنجاز نصف نهائي كأس العالم. 

وذكر أن المنتخب وقع حينها في أخطاء واضحة على مستوى التحولات الدفاعية، بعدما ابتعد عن قوته التاريخية القائمة على الانضباط الدفاعي أولا ثم بناء الهجمات تدريجيا.

وأكد اللاعب السابق لأندية مانهايم وآينتراخت الألمانيين والوحدة السعودي، أن أدوات المنتخب اليوم تبدو مختلفة وأكثر ثراء، إذ أصبح خط الهجوم أكثر تنوعا بوجود يوسف النصيري، أيوب الكعبي، حمزة إيغمان وسفيان رحيمي، فيما بات وسط الميدان أكثر توازناً بفضل حضور نائل العيناوي الذي أضفى قوة في الافتكاك وهدوءا في عملية الربط، إلى جانب تطور مستوى الأجنحة بوجود إبراهيم دياز، إلياس بن صغير، وإلياس أخوماش.

واسترسل بنيج قائلا إن اللاعب عثمان معما، بصفته بطلا للعالم، يجب أن يكون ضمن اللائحة النهائية، نظرا لقدراته على اختراق الخطوط من الجهة اليمنى وصناعة كرات عرضية دقيقة خلف المدافعين، مضيفا أن المنتخب واجه سابقاً صعوبات كبيرة في اختراق الدفاعات المتكتلة، وهو الإشكال الأول الذي ينبغي التعامل معه بحكمة لتعزيز النجاعة الهجومية.

كما أورد أن الوضع الدفاعي يطرح تحديات إضافية أمام الناخب الوطني وليد الركراكي، لاسيما في ظل غياب أشرف حكيمي في بداية المسار وإصابة نايف أكرد، ما قد يدفع الطاقم التقني إلى اعتماد مقاربة أكثر تحفظاً مع الإبقاء على سفيان أمرابط أمام قلبي الدفاع. 

وشدد محلل قنوات "بي إن سبورتس" على أن هذا الاختيار قد يكون مناسباً في بعض المباريات، لكنه في أخرى، حيث يملك المنتخب الكرة أغلب الوقت، كان من الممكن استبداله بلاعب هجومي يمنح حلولا إضافية خلف المهاجم أو عبر اللعب بثنائي هجومي.

وأوضح بنيج أن إبراهيم دياز قادر على شغل مركز صانع الألعاب خلف المهاجم الصريح، مع إمكانية الاستفادة من أحد الأجنحة، سواء معما أو رحيمي، في الجهة اليمنى، بما يمنح المنتخب تنوعا تكتيكيا أكبر وقدرة على مباغتة الخصوم، خصوصا في المباريات التي تُفرض فيها كثافة دفاعية كبيرة.

وتطرق المتحدث عينه إلى أن المنتخب لم يكن يعاني في نسخة 2023 من مشكلة بدنية، بل من محدودية دكة البدلاء وعدم توفر عناصر بديلة بالجودة نفسها، خصوصاً مع الإصابات التي أثرت على التوازن العام للمجموعة. 

وأضاف بنيج أن الوضع الحالي مختلف، إذ يتوفر المنتخب على لائحة واسعة من اللاعبين المحترفين في أكبر الدوريات، ما يعزز التنافس ويقلل من أي هشاشة عند حدوث غياب طارئ.

وأشار إلى أن الظروف المناخية في المغرب خلال فترة “كان 2025” ستكون عاملا مساعداً، بعيدا عن الحرارة والرطوبة التي أثرت سابقا على المردود، مؤكداً أن معظم لاعبي المنتخب معتادون على اللعب في مناخ بارد وماطر، وهو ما سيمنح الفريق جرعة إضافية من القوة البدنية والاستمرارية في الأداء.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن الحكم النهائي سيكون دائماً للمدرب ونتائج المنتخب، داعيا الجماهير إلى دعم الركراكي ومجموعته، لأن المرحلة تتطلب تماسكا وثقة متبادلة أكثر من أي وقت مضى. 

واستطرد قائلا: "النجاح في البطولة يمر عبر الصبر، والوضوح التكتيكي، والقدرة على تدبير الفوارق الصغيرة التي تصنع الفارق في بطولات إفريقيا".