اقتصادكم - نهاد بجاج
- تحسين وضعية القراءة تمر عبر الدعم المادي وتشجيعه في الدراسة
- أرباح الكاتب تتراوح ما بين 5 و 15 %
- تكاليف خدمات التحرير والتنسيق ما بين 3000 و 10000 درهم
بلغ عدد زوار الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، 316 أف زائر، إذ شهدت هذه الدورة "إقبال أعداد غفيرة من الزوار"، حسب معطيات وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وشكلت هذه الدورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب محطة جديدة في مسار هذا الحدث الثقافي الكبير الذي يبرهن في كل دورة على قيمة وجدوى الجهد المبذول من أجل جعل الكتاب قريبا من المواطنين.
وفي هذا الحوار الخاص مع موقع "اقتصادكم"، تتحدث الدكتورة انتصار حدية، روائية وأستاذة بكلية الطب والصيدلة بوجدة، عن دور المعرض في تحسين وضعية الكتاب، وتحفيز المواطنين على القراءة.
ما هو تقييمكم للدورة الـ 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب ؟ وماهو الدور الذي يلعبه المعرض؟
ذ حدية : بالنسبة للقارئ والكاتب؟ يُقام معرض الكتاب الدولي (SIEL) هذا العام في دورته التاسعة والعشرين، ويواصل لعب دور هام في المشهد الثقافي المغربي. وقد فرض هذا الحدث نفسه كمنصة رئيسية للحوار والتبادل الثقافي، حيث يجذب مؤلفين ومفكرين ومهنيين في مجال الكتب من مختلف أنحاء العالم. وخلال هذه الدورة، قدم المعرض، كما هو معتاد العديد من الأنشطة الثقافية، بما في ذلك المحاضرات والمناقشات والعروض التقديمية حول مواضيع متنوعة تبرز هذه الأنشطة تنوع و ثراء الثقافة المغربية، وتعزز صورتها كبلد للقاءات والحوارات.
ويُعد معرض الكتاب الدولي (SIEL) في المغرب ذا تأثير هام على المشهدين الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمغرب. فهو حدث يُعزز القراءة والثقافة من خلال توفير منصة يلتقي فيها المؤلفون والناشرون والقراء، لتبادل الأفكار واكتشاف إبداعات جديدة. كما يُساهم في تعزيز التبادل الثقافي وتنشيط قطاع النشر من خلال تحفيز مبيعات الكتب، مع وجود انعكاسات إيجابية على الاقتصاد المحلي من خلال السياحة وخلق فرص عمل مؤقتة ودائمة بدءًا من الخدمات اللوجستية إلى إدارة الفعاليات.
يُمثل معرض الكتاب الدولي أيضا فرصة لتقدير المؤلفين المغاربة من خلال منحهم مساحة واسعة لعرض أعمالهم وإبرازها. بالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم العديد من الأنشطة التعليمية خلال المعرض، بما في ذلك ورش العمل والمؤتمرات والمناظرات. تساهم هذه الفعاليات في توعية الجمهور بمختلف القضايا الاجتماعية والثقافية، بدءًا من الأدب إلى العلوم.
ما هي المشاكل التي تؤخر ازدهار القطاع في المغرب؟
ذ حدية : يعاني قطاع الكتاب في المغرب من عدة نقاط ضعف تعيق تقدمه وتطوره. وتتمثل أهم هذه التحديات في:
ينتشر ضعف "ثقافة" القراءة في المغرب، حيث يُعدّ معدل القراءة من بين أدنى المعدلات في المنطقة العربية. ينعكس ذلك على الطلب المحدود على الكتب من حيث الكمية والتنوع على حد سواء. تفتقر العديد من المناطق
خاصة الريفية، إلى المكتبات والمكتبات، مما يجعل الوصول إلى الكتب صعبًا على شريحة كبيرة من السكان. ينظر إلى الكتب على أنها باهظة الثمن من قبل شريحة كبيرة من السكان، مما يحد من شرائها. يُعزى ذلك، حسب رأي مهنيي الكتاب، إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد.
يعاني القطاع من مشكلة حقيقية في التوزيع يشتكي منها جميع المؤلفين. لا تزال شبكات التوزيع غير كافية، بينما تعد تكاليف نقل الكتب باهظة الثمن، مما يزيد من الأسعار ويُعقد عملية نشر الكتب في جميع أنحاء البلاد. يعاني القطاع من ضعف الدعم المؤسسي لتعزيز الكتاب تظل المبادرات الحكومية محدودة. يحصل المؤلفون المغاربة على دعم ضئيل من حيث التمويل والترويج والتوزيع لأعمالهم، مما قد يُثبط الإنتاج الأدبي المحلي. يُضاف إلى ذلك نقص المكتبات العامة، حيث غالبا ما تكون تلك الموجودة غير مجهزة بشكل كاف وتفتقر إلى التمويل
ولتحسين سلسلة الكتب في المغرب من الضروري نشر الوعي بأهمية القراءة وفوائدها على الفرد والمجتمع. تشجيع القراءة من خلال برامج ومبادرات موجهة للأطفال والشباب. توفير بيئة مناسبة للقراءة من خلال إنشاء المزيد من المكتبات وتجهيزها بالكتب.
دعم دور النشر من خلال تخفيض الضرائب وتقديم التمويل تشجيع برامج بيع الكتب بأسعار مخفضة. دعم مبادرات تبادل الكتب المستعملة. الاستثمار في إنشاء شبكات توزيع فعالة تغطي جميع أنحاء البلاد. دعم مشاريع النقل اللوجستي لتقليل تكاليف نقل الكتب. استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين عملية التوزيع.
سن قوانين لحماية حقوق المؤلفين والناشرين. تخصيص ميزانية لدعم برامج تعزيز القراءة ونشر الكتاب. تشجيع البحث العلمي في مجال صناعة الكتاب.
سن قوانين صارمة لمكافحة القرصنة والتزوير. نشر الوعي بأهمية احترام حقوق الملكية الفكرية. تقديم الدعم القانوني للمؤلفين والناشرين لحماية حقوقهم.
تعد الجهود المنسقة من قبل الحكومة والجهات الفاعلة في القطاع الخاص والمنظمات الثقافية ضرورية للتغلب على هذه التحديات وتنشيط سوق الكتب في المغرب من خلال العمل معًا، يمكننا خلق بيئة مواتية لازدهار صناعة الكتاب المغربية وإثراء المشهد الثقافي في البلاد.
ما هو متوسط أرباح الكتاب على الصعيد الوطني؟ وهل الأرباح كافية لتغطية المصاريف؟
ذ حدية : يُعد نشر كتاب في المغرب تحديًا حقيقيًا، غالبًا ما يكون استثمارًا كبيرًا بالنسبة للكاتب. من الصعب حتى تصور أن يصبح الكاتب ثريا من بيع كتبه في المغرب بالنظر إلى القيود المذكورة سابقا.
يختلف تكلفة نشر كتاب للكاتب اختلافا كبيرًا اعتمادًا على العديد من العوامل، بما في ذلك:
نوع النشر : النشر الذاتي أو النشر من خلال دار نشر على حساب المؤلف أو على حساب دار النشر)عدد النسخ المطبوعة جودة الطباعة الخدمات الإضافية مثل تصميم الغلاف، والترويج.
وتكاليف النشر الذاتي، يمكن أن تختلف تكلفة طباعة كتاب اعتمادًا على الحجم وعدد الصفحات وجودة الطباعة، بين 20 و 40 درهم للنسخة الواحدة للطبعات الصغيرة من 500 إلى 1000 نسخة). يمكن للطبعات الأكبر أن تقلل من التكلفة لكل وحدة.
يمكن أن تكلف خدمات التحرير والتنسيق ما بين 3000 و 10000 درهم مغربي، اعتمادًا على تعقيد وطول المخطوطة. يمكن أن يكلف تصميم الغلاف ما بين 1000 و 5000 درهم. يمكن أن تكلف التنسيق الداخلي أيضا ما بين 1000 و5000 درهم.
يمكن أن تختلف تكاليف الترويج على نطاق واسع. يمكن أن تكلف حملة أساسية على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الأحداث المحلية ما بين 5000 و 10000 درهم. يمكن أن تكلف الحملات الأكبر التي تنطوي على العلاقات العامة والأحداث الأدبية أكثر بكثير. في حالة النشر من خلال دار نشر على حساب الدار، فإنها تتحمل تكاليف النشر مقابل نسبة من المبيعات. تختلف الشروط حسب الناشرين والعقود المحددة.
_ أرباح الكاتب مابين 5 و15%
ذ حدية : بخصوص أرباح الكاتب، من حيث حقوق الملكية الفكرية"، يمكن للكتاب أن يتوقعوا تلقي ما بين 5 و15% من سعر البيع لكل نسخة مباعة، حسب العقد مع الناشر. قد تتضمن بعض العقود سلفة على حقوق الملكية، على الرغم من أن ذلك أقل شيوعًا بالنسبة للكتاب المبتدئين.
هناك أيضا إمكانية البيع المباشر في حالة المؤلفين الذين يختارون النشر الذاتي، يمكن لهؤلاء الاحتفاظ بحصة أكبر من عائدات البيع، بعد خصم تكاليف الإنتاج والتوزيع.
في النهاية، فإن نشر كتاب في المغرب هو مسعى صعب ولكنه مجزي. يتطلب الأمر استثمارًا كبيرًا من الوقت والمال، ولكن يمكن أن يكون أيضا مجز للغاية إذا نجح الكتاب.
4. ما هي مطالبكم التي من شأنها تحسين وضعية الكتاب في المغرب؟
ذ حدية : تحسين وضعية الكتاب في المغرب يتطلب مجموعة من التدابير المتكاملة، من بينها: تشجيع القراءة يمكن تعزيز حب القراءة من خلال إطلاق حملات توعية تشجع على القراءة في المدارس والجامعات والمجتمع بشكل عام. دعم الكتاب والناشرين تقديم دعم مالي وتسهيلات للكتاب المحليين والناشرين، بما في ذلك إعفاءات ضريبية
وتمويل مباشر للمشاريع الأدبية. تطوير البنية التحتية الثقافية إنشاء وتطوير المزيد من المكتبات العامة ومراكز الثقافة في المدن والقرى، وتزويدها بالكتب والموارد اللازمة.
تنظيم معارض وفعاليات أدبية إقامة معارض الكتاب والفعاليات الأدبية بانتظام لتعزيز التواصل بين الكتاب والجمهور ونشر الثقافة الأدبية تحديث المناهج الدراسية : تضمين مواد دراسية تحث على القراءة وتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب.
تحسين الوصول إلى الكتب تسهيل الوصول إلى الكتب بأسعار معقولة من خلال تخفيض تكلفة الإنتاج والنشر، وتقديم برامج لشراء الكتب بأسعار مخفضة. دعم الأدب الرقمي تشجيع نشر الكتب الإلكترونية وتوفيرها على منصات مختلفة لجعلها أكثر وصولاً للجمهور. وبتنفيذ هذه الإجراءات، يمكن تعزيز مكانة الكتاب وتشجيع القراءة والثقافة الأدبية في المغرب.