اقتصادكم
تسبب تراجع أسهم شركتي "تيسلا" و"آبل" الأميركيتين، مع بداية السنة الجارية، بصدمة المستثمرين وإحباطهم في مختلف أنحاء العالم، بعد أن شهدت السوق انتعاشا هائلا لعمالقة التقنية.
فقد تضرّر قطاع التقنية من مخاوف المستثمرين بشأن الركود الذي يلوح في الأفق، والتضخم المرتفع باستمرار، وارتفاع أسعار الفائدة، فضلا عن الاضطراب الشديد في سلاسل التوريد بسبب جائحة فيروس كورونا في الصين.
وأدت المخاوف من أن شركة صناعة السيارات الكهربائية تواجه تباطؤا في الطلب، إلى انخفاض أسهم "تيسلا" بنسبة 12.2% في 3 يناير الجاري، كما انخفضت القيمة السوقية لشركة "آبل" بمقدار تريليون دولار لتسجل 1.99 تريليون دولار.
وشهدت السنة الجارية، بداية صعبة للعديد من المستثمرين الكوريين الشباب، الذين ظلّت أصولهم عالقة إلى حد كبير في حسابات أسهمهم، وفق تقرير لصحيفة "ذا كوريا تايمز" ،وأكثر ما يثير قلق هؤلاء المستثمرين أن معظم محافظهم الاستثمارية يركّز على الأسهم الأميركية، مثل "تيسلا" و"آبل"، إذ قال بعضهم، إنهم يشعرون بضغط متزايد وسط التوقعات المتشائمة بشأن الاقتصاد العالمي.
وبعد تفشّي جائحة فيروس كورونا في أوائل سنة 2020، ارتفعت أسهم "تيسلا" إلى مستوى تاريخي، إذ وصلت قيمة أسهمها إلى 407 دولارات في نونبر 2021، لكنها فشلت منذ ذلك الحين في تمديد سلسلة مكاسبها.
وانخفض سعر سهم الشركة إلى 108 دولارات بانخفاض نحو 70% عن أعلى مستوى سابق، وما يزال الانخفاض المفاجئ في الأسهم مستمرًا، ويُخشى أن يتسع مدى التراجع لشهور أخرى مقبلة.
وفي هذا الصدد، حذّرإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لـ تيسلا، الشهر الماضي من "طقس عاصف مقبل"، مؤكدا أن ارتفاع أسعار الفائدة أثّر بشكل ملحوظ في الطلب.
جدير بالذكر، أن تيسلا أعلنت في 2 يناير الجاري تسليم 405 آلاف و278 سيارة في الأشهر الـ3 حتى نهاية دجنبر 2022، بزيادة 11% عن الرقم القياسي الذي حققته في الربع السابق.
إلّا أن هذا الرقم جاء أقلّ من توقعات معظم المحللين بأن تصل عمليات التسليم إلى ما بين 420 ألفًا و430 ألف سيارة.
في سياقٍ متصل، أصيب المساهمون الكوريون الجنوبيون في شركة "آبل" بالإحباط بسبب الانخفاض الحادّ في أسهم الشركة.
وارتفعت أسهم شركة آبل إلى 179 دولارًا في دجنبر 2021، لكنها تقلّبت منذ ذلك الحين طوال سنة 2022.
وهوت قيمة الشركة إلى 125 دولارا يوم الأربعاء الماضي، بانخفاض 30% عن أعلى مستوى، وهو أقلّ من الانخفاض الذي شهدته تيسلا، لكن المستثمرين ما زالوا محبطين بسبب تراجع عملاق التقنية.
وجاء هذا التراجع بعد أن قيل، إن الشركة أصدرت تعليمات للمصنّعين الآسيويين لإبطاء إنتاج بعض منتجات الشركة بسبب ضعف الطلب، وفق "فايننشال تايمز".
وكانت الأشهر الأخيرة فوضوية بالنسبة لشركة آبل، التي قالت في نونبر الماضي من السنة الماضية، إنها تعاني من اضطرابات "كبيرة" في تجميع أجهزة آيفون المتطورة، بعد تفشّي جائحة كورونا بمصنع ضخم في مدينة تشنغتشو، والذي تديره شركة فوكسكون، أكبر مورّديها.