صورة تعبيرية
اقتصادكم- نورالدين البيار
يعتبر مشروع الربط القاري، عبر أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا الذي يمتد على طول أكثر من بلد أفريقي نحو أوروبا، مشروعا واعدا واستراتيجيا للكثير من الدول.
تم الإعلان عنه في 2016 بمناسبة زيارة الملك محمد السادس إلى أبوجا حيث التقى الرئيس النيجيري محمد بخاري.
هذا الخط حين إنجازه سيكون مشروعا اقتصاديا طموحا بامتياز ومربحا لكل الدول سواء المصدرة للغاز الطبيعي أو للدول المستهلكة له بل وحتى تلك التي سيمر منها.
لكن هناك دول أخرى لم تستسغ مثل هذا المشروع الضخم مثل الجزائر، فما أسبابها ولماذا تتخوف الجارة الشرقية من هكذا مشروع؟
مشروع استراتيجي
لاشك أن المغرب منذ أعلن العودة رسميا في 2017 إلى الاتحاد الافريقي وطلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، قد حسم موقفه، ضمن استراتيجية رابح-رابح، من خلال التوجه صوب العمق الافريقي، ومن شأن هذا المشروع تقريبه أكثر إلى دول غرب القارة التي سيمر منها الأنبوب.
’’ مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب "يسير في الاتجاه الصحيح، الذي رسمه له قائدا البلدين الملك محمد السادس، والرئيس النيجيري، محمد بخاري’’.
هذا ما أكده الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أمس الخميس بالرباط خلال ندوة أعقبت المجلس الحكومي.
وقال بايتاس إن "الدراسات التي تم إنجازها، أو التي هي في طور الانجاز، هي الدراسات المتعلقة بالهندسة"، و"هناك دراسات جديدة"، يضيف الوزير، "مرتبطة بالأثر البيئي والاجتماعي سيتم الكشف عنها قريبا".
وكان المغرب وقع مع صندوق (أوبك) للتنمية الدولية مؤخرا على الوثائق القانونية المتعلقة بتمويل جزء من الشطر الثاني من الدراسات القبلية المفصلة لهذا المشروع.
تأكيد نيجيري ومطامع روسية وتوجس جزائري
ما كشف عنه مصطفى بايتاس تحدثت عنه صحيفة موند أفريك الفرنسية، قبل يومين.
الصحيفة اعتبرت المشروع نجاحا مهما للدبلوماسية المغربية التي أحدثت اختراقا أفريقيا، عندما اقنعت ابوجا التي تمتلك احتياطات ضخمة من الغاز والأولى في إفريقيا والسابعة عالميا، بأنها الشريك الأكثر موثوقية، بخصوص هذا المشروع على حساب الجزائر.
الصحيفة ذاتها نقلت عن وزير النفط النيجيري تمبري سيلفا، أن البلدين بصدد البحث عن تمويل لمشروع ضخم لأنابيب الغاز يهدف إلى جلب الغاز النيجيري إلى شمال إفريقيا وأوروبا.
وقال الوزير النيجيري في تصريح الاثنين، إن خط الأنابيب سيكون امتدادا لخط الأنابيب الذي ينقل الغاز من جنوب نيجيريا إلى بنين وغانا وتوغو منذ عام 2010.
وأضاف الوزير النيجيري: “كان الروس في مكتبي الأسبوع الماضي، وهم حريصون جدا على الاستثمار في هذا المشروع. في الوقت الحالي لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن التمويل. هناك الكثير من الاهتمام الدولي لكننا لم نحدد بعد المستثمرين الذين نريد العمل معهم”.
وأكدت الصحيفة الفرنسية، أن تصريحات هذا المسؤول النيجيري الكبير، تثير قلقا شديدا في الجزائر، لأنها تعني أن المغرب يبني تحالفا اقتصاديا مهما مع نيجيريا لتنفيذ مشروع استراتيجي ضخم لمستقبل الغاز الطبيعي في العالم.
ومعلوم أن الجزائر تقود مباحثات منذ عام 2002 لمشروع خط أنابيب مماثل يعبر منطقة الساحل، عب النيجر، من أجل إعادة تصدير الغاز بعد ذلك إلى أوروبا باستخدام البنى التحتية القائمة التي تسمح بإرسال الغاز الجزائري إلى إسبانيا أو إيطاليا لكن المشروع لم يتحقق حتى الان.
وتوجست الجزائر في السنوات الأخيرة وتحركت ولا تزال عبر سفرائها ببعض العواصم في غرب القارة، لكن دون أن تنجح في إقناع نيجيريا، التي ترى أن المشروع المغربي أكثر قوة لأنه يربط الغرب القاري، بأوروبا غير بعيد عن الساحل الأطلسي.
وجدير بالذكر أن أنبوب الغاز سيمتد على طول 5660 كيلومترا بين نيجيريا والمغرب وسيمر بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.
وسيتم "تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجات المتزايدة للدول التي سيعبر فيها وصولاً إلى أوروبا خلال الـ 25 سنة المقبلة.