اقتصادكم
لا يدخر عشاق السيارات د هما واحدا في سبيل تجميل سياراتهم صورتها، بما جادت به آخر مستجدات التكنولوجيا الحديثة، يتعلق الأمر بإكسسوارات وأجهزة إلكترونية، تزايد عليها الطلب أخيرا، وأصبحت تمثل تكاليف إضافية لصيانة السيارة، إذ يحدث أن ينفق المالك مبلغ 6000 درهم لتجهيز سياراته بإضافات جديدة، والوجهة المقصودة لتحقيق هذه الغاية، غالبا ما تكون "صالونات" تجميل فريدة للسيارات، انتشرت مثل الفطر في أحياء البيضاء خلال الفترة الأخيرة.
وتركزت محلات تسويق وتركيب إكسسوارات السيارات في الدار البيضاء، واستمدت شهرتها من سوق "درب غلف" المعروف بالمدينة، الذي يحوي عددا مهما من المحلات المتخصصة في تسويق إكسسوارات السيارت وخدمات تركيبها وإصلاحها.
ولم يعد ملاك السيارات راضين عما يقدمه الموزعون من إكسسوارات في السيارات، ويفضلون اختيارها بأنفسهم، بما يستجيب لأذواقهم ومتطلباتهم في هذا الشأن، فسوق تجهيزات السيارات لا يكاد يتوقف حتى يتحرك مرة أخرى، ويغري الملاك والسائقين بمنتوجات فريدة، تسلب بتطورها وأناقة شكلها الألباب، وتكرس لتقليعات موضة تكتسح الشوارع كل مرة.
ويعلق عادل، مسؤول تجاري لدى أحد الموزعين، على هذا الأمر بالقول، إن "الزبناء أصبحوا متطلبين جدا اليوم، ويبحثون في السيارات قبل كل شيء عن الإكسسوارات، وهو المعطى الذي يدخل أيضا في سلة أسعار السيارات، ذلك أن الموزعين يعمدون حاليا، إلى عرض ثلاث أصناف من السيارات ضمن الطراز نفسه، كل بسعر خاص، حسب مستوى تجهيزها، فهناك الطراز الخالي من التجهيزات، ومتوسط التجهيز، وكذا كامل التجهيز".
ويؤكد المسؤول التجاري، أن "ليزوبسيون" عامل حاسم اليوم في جذب الزبناء، الذين يفضل بعضهم اقتناء السيارة بسعر أرخص، تحديدا الطراز الخالي من التجهيزات، قبل التكفل بتجهيزها لدى "صالونات" تجميل السيارات، التي تعرض على الزبون مجموعة من الاختيارات، علما أن فرق التجهيز بين الطرازات المشار إليها، يصل في أحيان كثيرة إلى 60 ألف درهم لدى الموزع، إلا أن الاختيار لا يكون موفقا دائما، بالنظر إلى جودة الإكسسوارات المعروضة لدى المحلات المتخصصة في الخارج، مقارنة مع نظيرتها الأصلية المقدمة من قبل الصانع في السيارة.
ويتعلق الأمر بمتانة تجهيزات من قبيل، أجهزة المساعدة على الركن" ونظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، وكذا أجهزة التحكم الصوتي والمرئي الداخلية، وكذا كاميرات مراقبة الطريق وأجهزة الإنذار الخاصة، إلى جانب عدد لا يحصى من الإضافات التي يمكن تزويد السيارة بها، بما يرفع مستوى الرفاهية عند القيادة.
ويحجز عشاق السيارات موعدا لدى صالونات جميل السيارات مع نهاية كل أسبوع، إذ تتزاحم السيارات أمام محلات الإكسسوارات في سوق "درب غلف" الشهير، ذلك أنها تقدم إلى جانب البيع، خدمات التركيب والإصلاح. "أهم ميزة في درب غلف، هو خدمة التركيب، ذلك أن الزبون لا يكون مضطرا لاقتناء الجهاز، ثم البحث بعد ذلك عمن يقوم بتركيبه في السيارة، علما أن التقنيين هنا في السوق، خبراء في التعامل مع هذه الأجهزة، بخلاف تقنيي ورشات كهرباء السيارات"،
ويؤكد حسن، زبون، قرر استغلال يوم عطلته لتركيب جهاز مساعد على الركن أو "رادار دو ريكيل"، كما يصطلح عليه لدى "خبراء" إكسسوارات السيارات، بعد أن تضرر واقي الصدمات "البارشوك" الخاص بسيارته عدة مرات خلال الركن في فضاءات مزدحمة وسط المدينة. ويتراوح سعر هذا الجهاز بين 200 درهم ويصل إلى 3000 درهم، حسب نوعيته والعلامة التي يحملها، إلى جانب تكاليف التركيب التي تتراوح بين 50 درهم و200 في أحسن الأحوال، علما أن المنتوجات الصينية والمقلدة غزت هذا القطاع بشكل كبير، وانعكست في شكل انخفاض مهم في الأسعار.
إكسسوارات مقلدة تزعج الموزعين والزبناء
وأجمع عدد من موزعي الإكسسوارات والزبناء، على ضرورة مراقبة وتتبع ترويج هذه المنتوجات في السوق، ذلك أن جهازا لتحديد المواقع "جي بي إس" من نوع "طوم طوم"، مقلد، يسوق بسعر 400 درهم، في حين أن سعر الجهاز الأصلي يصل إلى 4500 درهم، وهو الأمر الذي أثار استياء حسن وغيره من الزبناء، الذين أكدوا أن حاجتهم بالإكسسوارات تهم الأصلي منها، أي التي توازي جودتها، تلك المقدمة من قبل مصنعي السيارات.
ومن جهته، تحدث نبيل، شاب احترف تسويق إكسسوارات السيارات وتركيبها، عن كرم بالغ للملاك مع سياراتهم، إذ لا يتردد زبون، يملك سيارة متوسطة الطراز مثلا، عن ستة آلاف درهم، عبر اقتناء جهاز "جي بي إس" بسعر 1400 درهم، وجهاز إنذار بمبلغ 600 درهم، وكذا جهاز "دي في دي" بسعر يتراوح بين 2000 درهم و4000، إضافة إلى جهاز اتصال صوتي "كيت بلوتوث" بسعر يتراوح بين 800 درهم و1600.