اقتصادكم
قال كمال مقداد، رئيس مجلس إدارة بورصة الدار البيضاء، إن بورصة الدار البيضاء تستهدف رفع عدد الشركات المدرجة بنحو 5 أضعاف، وذلك إلى 350 شركة بحلول سنة 2035، أي بمعدل طرح 20 شركة سنويا للاكتتاب على مدى السنوات الـ13 المقبلة.
ويتسق مستهدف السوق المالية للبلاد مع تفعيل "الوكالة الحكومية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة"، المولجة اتخاذ القرارات بشأن خصخصة وإدراج مؤسسات حكومية بالبورصة، والتي عقدت هذا الأسبوع أول اجتماع لمجلس إدارتها، برئاسة وزيرة الاقتصاد والمالية.
ويشمل مجال عمل الوكالة 57 شركة حكومية، حيث ستعمل على إعداد لائحة بالكيانات التي ستخضع للخصخصة، إما عن طريق الإدراج في البورصة أو البيع لشركات خاصة أو دولية.
ويبلغ عدد الشركات المدرجة في بورصة الدار البيضاء حوالي 75، آخرها شركة "أكديطال" العاملة بالقطاع الصحي، التي بدأ تداول أسهمها الأربعاء الماضي بعدما استقطبت طلبات قيمتها 4.5 ملايير درهم في الطرح العام الأولي لأسهمها، بما يوازي تغطية الطرح بنحو 4 مرّات قيمة المبلغ المطلوب.
وأضاف مقداد، أن "سوق المال في المغرب تعاني من ضعف معروض الأسهم المتاحة مقابل الطلب الكبير"، منوّها بأنها استقطبت خلال 12 شهرا الماضية 3 إدراجات "رغم الظرفية الاقتصادية الصعبة".
وشهدت بورصة الدار البيضاء في دجنبر من السنة الماضية، إدراج شركة "تي جي سي سي" (TGCC) العاملة في قطاع البناء، وفي يوليوز من السنة الجارية شركة "ديستي تكنولوجيز" (Disty Technologies) المتخصصة بتوزيع المعدات الإلكترونية، و"أكديطال" خلال الأسبوع الحالي.
وكان طارق صنهاجي، مدير عام البورصة، توقّع في مارس الماضي، أن تشهد السوق المالية المغربية طرح أسهم 10 شركات للاكتتاب العام خلال العامين الحالي والمقبل.
وحتى قبل جائحة كورونا سنة 2019، كانت وتيرة الاكتتابات العامة ضعيفة في المغرب، إذ لم تتعدَ إدراجين سنة 2015، وإدراجا وحيدا في 2016، وإدراجين سنة 2018، فيما لم يُسجل أي إدراج خلال سنتي 2017 و2019، مقابل إدراج واحد في 2020.
وفي أواخر شهر نونبر الماضي، كشف مسؤول في بنك "سي إف جي" (CFG) أنه يعتزم طرح حصة 15% إلى 20% من أسهمه في بورصة الدار البيضاء قبل نهاية السنة المقبلة.
ويُشدّد مقداد على أن خصوصية بورصة المغرب تكمن بضعف الأسهم المتاحة، فالأمر لا يتعلق بالطلب بل بالعرض، والدليل على ذلك هو تجاوز الطلب على أسهم شركة "تي جي سي سي" 10 مرّات المبلغ المراد جمعه، وشركة أكديطال" حوالي 4 مرّات.
ولترويج الاكتتاب العام كوسيلة بديلة للتمويل لدى الشركات المغربية، تنظم البورصة لقاءات بمختلف جهات المملكة لتحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة على طرح أسهمها لتمويل استثماراتها، كما تعمل البورصة على عقد شراكات مع صناديق استثمارية لمواكبة مستهدفها.
ويُرجع متابعون ضعف نشاط الإدراج في بورصة المغرب إلى هيمنة الشركات الصغيرة والمتوسطة على اقتصاد البلاد، في حين يثير آخرون هاجس الشفافية التي تفرضها قوانين الإفصاح على الشركات المدرجة, لكن مقداد يَعتبر أن "الشفافية ليست مبرراً لعدم مبادرة الشركات لدخول البورصة، بل يجب أن تكون هدفاً وحافزاً لديها".
ومع إدراج "أكديطال" كأول شركة عاملة بالقطاع الصحي، يتوقع مقداد أن تشهد بورصة الدار البيضاء "مزيدا من دخول شركاتٍ مماثلة لتمويل استثماراتها، بهدف مواكبة الطلب المرتفع في قطاع الصحة مع بدء البلاد مشروع تعميم الحماية الاجتماعية".