اقتصادكم_حنان الزيتوني
مع استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المغربية، يسعى المستوردون إلى جلب حوالي 40 ألف رأس من الأبقار من البرازيل ودول أخرى خلال شهر شتنبر الجاري. لكن، هل سيكون هذا الإجراء كافيا لتخفيف الضغط عن السوق الوطنية في ظل انتقاد جمعيات حماية المستهلك لهذه الخطة وسط غياب نجاعتها؟
تكاليف النقل
وفي هذا الصدد، أوضح هشام جوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالدار البيضاء، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، أن نقص البواخر المخصصة لنقل الأبقار يشكل أبرز عائق أمام تحقيق الطموحات المعلنة.
وأكد جوابري، أن عددا من المستوردين يرغبون في رفع عدد الأبقار المستوردة إلى ما بين أربعين وخمسين ألف رأس، غير أن “غياب السفن وارتفاع تكاليف الشحن يعطل هذا المسار".
مواجهة الغلاء
وأضاف في الاتصال نفسه، أن الكمية المنتظرة، وإن لم تصل إلى حجم الطلب المطلوب، “قد تسهم بشكل نسبي في مواجهة الغلاء وضبط الأسعار المحلية”، مشيرا إلى أن اللحوم الحمراء المستوردة تباع حاليا انطلاقا من 70 درهما للكيلوغرام بالجملة، لتصل إلى حوالي 90 درهما بالتقسيط.
وأكد جوابري أن المغاربة أبانوا عن إقبال متزايد على لحوم الأبقار المستوردة، وخاصة القادمة من البرازيل، بفضل أسعارها المنخفضة مقارنة باللحوم المحلية، مما يعزز توقعات بارتفاع الطلب عليها خلال الأسابيع المقبلة.
تحديات مستمرة
يذكر في هذا السياق أن بيانات رسمية برازيلية جمعها مركز التخطيط والإحصاء بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية في هذا البلد اللاتيني، سبق وكشفت أن المغرب استورد أكثر من 49 ألف رأس من الماشية من ولاية “بارا”، من مجموع حوالي 370 ألف رأس من الأبقار صدرتها الولاية إلى الخارج خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، ويعتبر ثاني أكبر مستورد للأبقار البرازيلية.
ورغم هذه المؤشرات، تبقى إشكالية النقل البحري وارتفاع تكاليف الاستيراد عوامل مؤثرة على استقرار الأسعار، إلى جانب دعوات جمعيات حماية المستهلك لإيجاد حلول أكثر استدامة تضمن توازنا بين العرض والطلب.