اقتصادكم
شهدت عدة موانئ الصيد، خلال الأيام الماضية، ارتفاعا غير مسبوق في أسعار صندوق السردين، حيث بلغ ثمنه 450 درهما للصندوق الواحد. ويعزى هذا الارتفاع إلى انخفاض العرض نتيجة الهجرة الموسمية الطبيعية للسردين نحو مصايد أخرى، وهي الظاهرة التي يطلق عليها المهنيون اسم "سرح السردين".
وحسب ما تداوله عدد من المهنيين على صفحاتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، فقد شهدت مدينة آسفي بدورها هذا الارتفاع الحاد، وسط استياء واسع في صفوف البحارة. وعبر العديد منهم عن امتعاضهم من استمرار هيمنة الوسطاء على سوق الجملة، مؤكدين أن العائد الفعلي للبحار لا يتجاوز 250 درهما للصندوق، بينما تذهب باقي الأرباح لتغطية مصاريف النقل والتبريد.
كما أشار عدد من أرباب المراكب إلى أن تقلص الكميات المصطادة يدفعهم إلى الإبحار لمسافات أطول، ما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة المحروقات ويقلص بشكل ملحوظ من هامش الربح.
وفي ظل هذا الوضع، دعا مهنيو القطاع إلى إصلاح سوق السمك بالجملة، من خلال فرض رقابة صارمة على سلاسل التوزيع، وإقرار دعم مباشر للبحارة، خاصة خلال الفترات البيولوجية الحساسة التي يتراجع فيها الإنتاج.
ويرى متابعون للشأن البحري أن هذه الأسعار القياسية تعكس اختلالا بنيويا في السوق، ليس فقط على مستوى العرض والطلب، بل أيضا في غياب التوازن بين المنتج الحقيقي والمستفيد النهائي من الأرباح، في ظل استمرار ضعف تنظيم القطاع.