الأزمة تخفض إقبال المغاربة على "أشجار الميلاد"

آخر الأخبار - 26-12-2022

الأزمة تخفض إقبال المغاربة على "أشجار الميلاد"

اقتصادكم

 

صفف عبد اللطيف، بائع الورود بطريق البيضاء- الجديدة، كميات كبيرة من أشجار الصنوبر أو ما يعرف بـ"السبان" مختلفة الأحجام أمام محله ليقتنيها زبناء خاصون احتفالا بأعياد الميلاد.

ويقول بائع الورود إنه بات يضرب موعدا سنويا مع عدد من الزبناء الأجانب والمغاربة الذين يحلون كل سنة لاقتناء ما يحتاجونه من ورود للتزيين وشجرة الصنوبر التي تعتبر عنصرا مهما في احتفالهم.

أما عن مصدر الأشجار فيؤكد الشاب الثلاثيني أنه يتفق مع أحد المزارعين بتيط مليل ليزوده بالعدد المطلوب منها تبعا لطلبات زبنائه، موضحا أنه سنة تلو أخرى يعرف الإقبال عليها انخفاضا، على عكس ما يبدو، ومن تم يضطر إلى تخفيض العرض بنسبة خمسين شجرة.

ويواصل البائع أن والده أخبره ببيع أكثر من 400 شجرة صنوبر خلال احتفالات "البوناني"، زمن الستينات والسبعينان حين كانت الدار البيضاء تعج بالأجانب، إلا أنه في الوقت الراهن أصبح كثير منهم يفضل الانتقال إلى موطنه للاحتفال رفقة أفراد عائلته بأعياد الميلاد، وبالتالي لا يقتني الأشجار إلا من تضطره ظروف عمله إلى الاحتفال هنا.

وتتراوح أثمان أشجار الصنوبر، بين 300 درهم و1200 تبعا لحجمها، كما أن أثمانها معقولة جدا بالنسبة إلى مقتنيها، لأنها رمز من رموز الاحتفال بأعياد الميلاد، إلا أن الطلب تراجع عليها هذه السنة، بسبب الأزمة المالية التي تعيشها أغلب الأسر، باختلاف طبقاتها، يؤكد عبد اللطيف، بنبرة من السخط، موضحا أن "أشجار الميلاد" تظل من الكماليات، ووسيلة للاحتفال لا أكثر.

وفي المقابل، تحول الطلب إلى الأشجار البلاستيكة منخفضة الثمن، إذ تتراوح أسعارها بين 200 درهم و600، لكن كلما زينت بوسائل كثيرة ومختلفة ارتفع ثمنها ليصل أعلاه إلى 1300 درهم، إلا أنه وجب الحذر بشأن جودة بعذها، المصنعة من مواد كيماوية رديئة، تمثل خطرا على صحة المستهلكين، يوضح سعيد، بائع ورود في حي المعاريف الراقي بالبيضاء.

وبالنسبة إلى سعيد دائما، لا يعني له الاحتفال بأعياد الميلاد شيئا سوى جني أرباح كثيرة، من وراء بيع أكبر عدد من وسائل التزيين وغيرها من اللعب والهدايا، في ظل أزمة اقتصادية أثرت بشكل كبير على معنويات الأسر، وأضفت نوعا من الركود في الأسواق.