الكراء من أجل الاصطياف.. السماسرة في مواجهة وكالات تأجير العقارات والأسفار

آخر الأخبار - 23-07-2023

الكراء من أجل الاصطياف.. السماسرة في مواجهة وكالات تأجير العقارات والأسفار

اقتصادكم

 

تزدهر مهنة "وسيط موسمي" أو "سمسار" خلال العطلة الصيفية. وفي ضواحي المدينة أو في مواقع الإيجار، يعمل هؤلاء الشباب بجد لإقناع المصطافين وحتى السياح الأجانب. ومع ذلك، ليست كل العروض مغربية، سواء على مستوى الموقع أو الكلفة.

وفي مرتيل، بالقرب من تطوان، على مشارف المدينة، سلسلة من الشباب يلوحون بمجموعة من المفاتيح تجتذب السياح الذين يأتون لزيارة المنطقة لاستئجار شقة. يقوم هؤلاء السماسرة بتوجيه هؤلاء المصطافين وتسهيل إقامتهم، مع تقديم أفضل مواقع الإيجار في السوق، والإشارة إلى الأماكن التي يمكنهم زيارتها.

ويمكن أن تجلب هذه الوظيفة الكثير في بعض الأحيان، لأن الوسيط الموسمي يكسب بين 50 درهم و100 عن كل زبون. وفي أفضل الحالات، يمكن أن يكسبوا حتى 400 درهم أو 500، حسب شهادة أحد الوسطاء، وهو ما يكفي لإنعاش النشاط الاقتصادي في المنطقة من أجل قضاء فصل الصيف.

وأصبح من المعتاد أن يكون الزائر موضع اهتمام كبير من جانب هؤلاء "السماسرة" الذين لا يتوقفون عند أي شيء لإقناعه بقبول عرضهم. وبشكل عام، ما يتم تقديمه كمنزل لقضاء العطلات هو مجرد شقة بسيطة، وغالبًا ما تكون ضعيفة التجهيز أو سيئة الموقع أو غير صحية. ويقع بشكل خاص في الأحياء الشعبية أو تلك القريبة من السواحل.

وبهذا الخصوص، يقول محمد، وسيط موسمي، إنها "وظيفتنا، ونتطلع إلى الصيف لاستئجار شققنا. هذه هي الطريقة التي يمكننا من خلالها تلبية احتياجاتنا".

ولتوفير نفقات العمولة، يتجنب معظم المصطافين طلب خدمات وكلاء العقارات ووكالات السفر. وهو ما يمثل وضعا مربحا لهؤلاء الوسطاء الموسميين، الذين ينتهزون الفرصة.

وأخبرنا المصدر نفسه/ "نحن المستفيدون الكبار، المصطافون يسجلون أرقام هواتفنا كل سنة، ويتصلون بنا للحصول على خدمة أفضل بسعر معقول".

علاوة على ذلك، فإن هذا الوضع لا يرضي الوكالات العقارية المعتمدة.، ويشكو الكثير منها، الآثار السلبية لهذه الظاهرة، على اعتبار أن وجود هؤلاء الوسطاء في السوق يشكل منافسة غير مشروعة، وخطرا يعيق خدمات الوكالات والوكلاء.

"هذه العمليات لا تتفق مع القانون"، بوضح مراد، مسير وكالة أسفار من طنجة. مضيفا "هناك العديد من الإجراءات التي انتهكها هؤلاء السماسرة، الذين يسعون فقط لتحقيق مكاسب مادية".

وفي ضواحي مارتيل مثلا، أو على موقع الحجز، لا يفوت هؤلاء السماسرة الفرصة لـ"الاحتيال" في حالا كثيرة على المصطافين، الذين يبحثون عن تقليص جميع التكاليف عند الحصول على إيجار مناسب، من أجل الاستمتاع الكامل بالعطلات.

وتطرح المعاملات مع الوسطاء الصيفيين مجموعة م الإشكاليات القانونية، في حالة تعرض المصطافين للنصب أو الاحتيال، وهو ما يعلق عليه كريم زهيري، مستشار قانوني لدى إحدى الشركات بالبيضاء، بالقول، إن "طبيعة المعاملات غير المصرح بها رسمياً تؤثر سلباً على استهلاك المواطنين"، لافتاً إلى أن "السماسرة يستفيدون مادياـ ويحصلون على عوائد مالية كبيرة من خلال رفع سعر الإيجار إلى مستويات خيالية".