اقتصادكم - سعد مفكير
تتابع المملكة المغربية عن كثب مخرجات الانتخابات التشريعية الفرنسية بحكم العلاقات التاريخية التي تربطها بفرنسا ووجود جالية مغربية كبيرة في هذا البلد، وتترقب ما ستفرزه هذه الانتخابات من مشهد سياسي، على الرغم من أن أبرز التحليلات ترجح استعداد الرباط للتعامل مع "أي مكون سياسي تفرزه هذه الانتخابات".
وأظهرت نتائج التصويت في الانتخابات التشريعية في فرنسا تصدّر تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، حيث حصلت على 182 مقعدا من أصل 577 مقعدا في الجمعية الوطنية، واحتلال معسكر الرئيس ماكرون المرتبة الثانية بـ168 مقعدا فقط، متقدما على اليمين المتطرف الذي حل ثالثا بـ143 نائبا، وذلك دون أن تحصل أي كتلة على غالبية مطلقة في البرلمان.
وعلى الرغم من أن المغرب مستعد للتنسيق مع أي مكون سياسي فرنسي، إلا أن الترقب هو سيد الموقف نظرا لحساسية الملفات السياسية والاقتصادية الكبرى وأبرزها ملف الصحراء والعلاقات الاقتصادية.
وتعليقا على الموضوع، قال المحلل الاقتصادي خالد أشيبان إن غياب نوايا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اختيار رئيس الوزراء المقبل يصعب استنتاج رؤية فرنسا المستقبلية وعلاقتها بدول الجوار.
واعتبر المحلل الاقتصادي، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، أن الخبر الجميل بالنسبة للمغرب هو فوز اليسار، مشيرا إلى تاريخ العلاقة بين المغرب وجان لوك ميلونشون، الذي قام بجولة في المملكة وعبر عن مواقف جد إيجابية ومتقدمة، وبالتالي فإن "تصدر اليسار للانتخابات في حد ذاته يعد خبرا جيدا للمغاربة وللأحزاب الاشتراكية في بلادنا".
وأضاف أشيبان أن العلاقات المغربية الفرنسية تجاوزت مرحلة الأزمة، وأصبحت في طور عودتها للمسار العادي، في إشارة إلى مجموعة من الإشارات قامت بإرسالها باريس للرباط، آخرها الاستثمار في الصحراء المغربية من طرف فرنسا، والمشاركة في أكبر الأوراش المفتوحة.
كما أشار المحلل، في حديثه مع موقع "اقتصادكم"، إلى أنه كلما كان هناك أصدقاء للمغرب معلنين في منصب المسؤولية في فرنسا كلما كان ذلك جيدا، لكنه استطرد قائلا إن جميع السيناريوهات المحتملة تخدم مصالح المغرب، ومؤكدا أن نوايا ماكرون ستحدد مسار العلاقات المغربية الفرنسية.
وأوضح أشيبان أن العلاقات الفرنسية المغربية دائما ما كانت جيدة، تحكمها مصالح متبادلة لا تتغير بتغير المشهد السياسي، كما أن المغرب، حسب المتحدث ذاته :" لا ينتظر سيناريوهات معينة، فمهما كانت النتيجة العامة لهذه الانتخابات، ومهما تغير رئيس الوزراء، فإن فرنسا في مصلحتها أن تحافظ على علاقات جدية مع المغرب".
وقبل الانتخابات، عرفت العلاقات المغربية الفرنسية دينامية حقيقية، خصوصا على المستوى الاقتصادي، توجتها سلسلة من الزيارات التي قادت كبار المسؤولين الفرنسيين للرباط، من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب من خلال المشاركة في أوراش تنظيم المملكة لكأس العالم 2030، بمعية إسبانيا والبرتغال، وسبق لوزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي، برونو لومير أن قال إن تنظيم المغرب لكأس العالم 2030، بمعية إسبانيا والبرتغال، يعتبر عامل جاذبية كبير، معربا عن رغبة بلاده في إبرام شراكات مع المملكة في مجال البنيات التحتية (كالبناء، والفندقة، والاتصال عبر الأقمار الصناعية).