اقتصادكم
واصل المغرب خلال السنوات الأخيرة ترسيخ مكانته كفاعل بارز في سوق الحليب المجفف والمبخر والمكثف، مستفيدا من دينامية تجارية نشطة ونمو مطرد في مستويات الطلب المحلي والدولي.
وكشف تقرير حديث صادر عن موقع IndexBox المتخصص في تحليل الأسواق الدولية، أن صادرات المغرب من هذه المنتجات سجلت خلال العام الماضي أداءً استثنائيا، مع ارتفاع لافت في الكميات المصدرة نحو عدد من الدول الخليجية والإفريقية، في مقدمتها البحرين ومالي وموريتانيا.
وبحسب البيانات الواردة في التقرير، تصدرت البحرين قائمة المستوردين من حيث الحجم والقيمة، لتصبح الشريك التجاري الأول للمغرب في هذا القطاع، وفي المقابل شهدت موريتانيا والنيجر معدلات نمو سنوية معتدلة، ما يشير إلى استمرار توسع السوق المغربي داخل القارة الإفريقية بوتيرة مستقرة.
وفي الجهة المقابلة، لا يزال المغرب يعتمد بشكل كبير على الواردات الأوروبية لتلبية احتياجاته الداخلية من الحليب المجفف والمكثف، وقد تقدمت فرنسا وأيرلندا وهولندا لائحة الموردين الرئيسيين، حيث شكلت مجتمعة الجزء الأكبر من إجمالي الواردات.
ولفت التقرير إلى أن واردات المغرب من هذه الدول شهدت نموا تدريجيا في الآونة الأخيرة، مع تسجيل أيرلندا أسرع وتيرة نمو، ما يعكس تنوعا في خيارات التوريد وتوجها نحو تعزيز الأمن الغذائي عبر شراكات استراتيجية.
أما على صعيد الأسعار، فقد أظهرت الإحصائيات تفاوتا ملحوظا حسب وجهة التصدير، إذ سجلت البحرين أعلى أسعار تصدير للمنتجات المغربية، مقابل أدنى مستويات تم رصدها في السوق النيجيرية، وفي المقابل، ظلت متوسطات أسعار الاستيراد من أوروبا مستقرة نسبيا خلال عام 2024، ما يعزز من قدرة السوق المحلي على التخطيط المالي والاستيرادي على المدى القصير والمتوسط.
ويرجح التقرير أن يشهد السوق المغربي للحليب المجفف والمبخر والمكثف نموا متواصلا في السنوات المقبلة، مدعوما بارتفاع ملحوظ في حجم الاستهلاك المحلي، إلى جانب اتساع رقعة التصدير نحو الأسواق الخليجية والإفريقية.