اقتصادكم

 

شهدت سوق شرائح السمك المغربية خلال عام 2024 انكماشا ملحوظا، سواء من حيث الإنتاج أو القيمة الإجمالية للعائدات، وذلك بعد سنة 2023 التي عرفت أداء تصديريا قويا ونموا لافتا. ورغم هذا التراجع، تمكن المغرب من الحفاظ على تموقعه في أسواقه الرئيسية، وخاصة داخل الاتحاد الأوروبي.

وحسب المعطيات المتوفرة، واصلت إسبانيا تصدرها كأول مستورد لشرائح السمك المغربية، متقدمة بفارق كبير عن هولندا وفرنسا، ما يعكس متانة الروابط التجارية مع الشركاء الأوروبيين في هذا القطاع الحيوي.

وعلى صعيد الأسعار، سجّل المصدرون المغاربة تراجعا في متوسط أسعار البيع خلال 2024 مقارنة بالعام السابق، مما أثر بشكل مباشر على قيمة الصادرات رغم الحفاظ على الكميات المصدرة نسبيا. ومع ذلك، حافظ المغرب على حضور ثابت في السوق الأوروبية التي تعد الأكثر طلبا على هذا النوع من المنتجات البحرية.

وفي المقابل، عرفت الواردات المغربية من شرائح السمك انخفاضا واضحا بعد سنتين متتاليتين من الارتفاع. وتصدرت فيتنام قائمة البلدان المصدرة إلى المغرب، متقدمة على الصين وإسبانيا. وسجلت الأسعار تفاوتا لافتا بين مختلف الأسواق، حيث جاءت النرويج في مقدمة البلدان ذات الأسعار المرتفعة، بينما سجلت الإمارات العربية المتحدة أقل الأسعار.

ويعكس هذا الوضع مفارقة لافتة في السوق المغربية، حيث يتراجع الإنتاج المحلي في وقت يواصل فيه الطلب الدولي، خصوصا الأوروبي، على شرائح السمك المغربية الاستقرار إن لم نقل الارتفاع. وهو ما يضع المغرب أمام تحدي تحقيق التوازن بين تعزيز الصادرات والحفاظ على تموين السوق الداخلية، في ظل ضغوطات متزايدة مرتبطة بالإنتاج وتقلبات الأسعار.