صحيفة: المغرب يسير على خطى إسبانيا ويشكل تهديداً اقتصادياً لها

آخر الأخبار - 23-07-2025

صحيفة: المغرب يسير على خطى إسبانيا ويشكل تهديداً اقتصادياً لها

اقتصادكم

 

ترى صحيفة El Economista الإسبانية، أن المغرب يتحول إلى "إسبانيا منخفضة التكلفة"، حيث يعتمد على نفس القطاعات التي دعمت الاقتصاد الإسباني تاريخيًا، مثل السياحة وصناعة السيارات، ولكن بتكاليف أقل.

وأشارت إلى أن الاقتصاد الوطني يشهد تسارعًا لافتًا، إذ يُتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نموًا بنحو 4% خلال هذا العام، مع توقعات بمواصلة النمو بنفس الوتيرة تقريبًا في عامي 2026 و2027. 

توضح مذكرة حديثة لبنك "جي بي مورغان" أن المغرب يتمتع بمسار اقتصادي كلي قوي، دون اختلالات كبرى، وأن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر سمحت له بالتحول نحو قطاعات ذات قيمة مضافة أعلى. وتُعد صناعة السيارات والسياحة من بين أبرز القطاعات التي ساهمت في خلق فرص العمل وتعزيز ميزان المدفوعات.

ويضيف التقرير أن المغرب يتمتع باستقرار سياسي واقتصادي، وتكاليف يد عاملة منخفضة، وعلاقات وثيقة بالاتحاد الأوروبي، مما يجعله شريكًا واعدًا يمكنه الوصول قريبًا إلى تصنيف "درجة الاستثمار" (Investment Grade) — وهو مؤشر يدل على انخفاض المخاطر الائتمانية.

وفي سياق التنافس مع إسبانيا، يشير التقرير إلى أن الرباط قد تصبح قريبًا منافسًا مباشرًا لمدريد في السياحة، حيث ارتفعت أعداد السياح الوافدين إلى المغرب بنسبة 16% في النصف الأول من عام 2025. كما قفز إنتاج السيارات في المغرب بنسبة 36% ليبلغ أكثر من 350,000 سيارة خلال نفس الفترة. وإذا استمر هذا الأداء في النصف الثاني من العام، فقد يتجاوز إنتاج المغرب السنوي من السيارات إنتاج كل من إيطاليا وبولندا ورومانيا.

وقد اجتذبت المملكة استثمارات ضخمة، خاصة من الصين، لإنشاء مصانع بطاريات للسيارات الكهربائية، بما في ذلك مصنع ضخم من مجموعة Gotion High-Tech، إضافة إلى مشاريع لشركات مثل Hunan Zhongke Shinzoom وBTR New Material. ويشير تقرير لمحللي Capital Economics إلى أن مناطق مثل طنجة والقنيطرة أصبحت مراكز صناعية رئيسية بفضل هذه الاستثمارات.

قطاع السيارات وحده يمثل الآن أكثر من 10.4% من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، ويوفر نحو 220,000 وظيفة، ويشكل أكثر من ربع إجمالي الصادرات. ويشير تقرير لـICEX (المعهد الإسباني للتجارة الخارجية سابقًا) إلى أن قرب المغرب الجغرافي من أوروبا يمنحه ميزة تنافسية واضحة.

ورغم اختلاف ظروف البلدين، فإن مسار المغرب يشبه إلى حد كبير ما حدث في إسبانيا خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حينما بدأ تدفق رؤوس الأموال الأجنبية وتوسع قطاع السياحة وصناعة السيارات. ويرى محللون أن المغرب بات يشكل منافسًا صريحًا لإسبانيا، لا في السياحة والصناعة فقط، بل في مجالات أخرى، مثل بناء السفن، حيث يعتزم المغرب إنشاء أكبر حوض لبناء السفن في إفريقيا بمدينة الدار البيضاء، في مشروع قد ينافس موانئ جنوب أوروبا، بما فيها الإسبانية.

ومنذ 2021، أطلق المغرب خطة تنموية طموحة أعادت رسم ملامح اقتصاده، وأسفرت عن ارتفاع عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي الجديدة بمقدار خمسة أضعاف خلال عامين فقط.

ويمتلك المغرب كذلك مزايا إضافية، مثل تكاليف الطاقة المنخفضة نسبيًا، مدعومة بالاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. ويُتوقع أن يلعب دورًا مهمًا في تلبية احتياجات أوروبا من الطاقة في المستقبل، إذ يتمتع بموارد شمسية ورياحية تُعد من الأفضل في العالم.