اقتصادكم
يشهد المغرب مرحلة جديدة من تطوره الصناعي مع إطلاق مشروع المركب الصناعي لمحركات الطائرات التابع لمجموعة “سافران” الفرنسية، الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقة أشغال إنجازه الإثنين، بالقطب الصناعي للنواصر. هذا المشروع الطموح سيضع المملكة في موقع متقدم ضمن خارطة صناعة الطيران العالمية، وفق تحليل نشرته البوابة الاقتصادية البريطانية “ذا إنترناشيونال بيزنس تايمز”.
وأبرز المصدر أن هذا المركب يمثل قفزة نوعية في مسار التصنيع المتقدم بالمغرب، حيث يُنتظر أن يجعل المملكة ثاني أكبر منتج لمحركات LEAP في العالم، وهي محركات تُستخدم على نطاق واسع في طائرات "بوينغ 737 ماكس" و"إيرباص A320 نيو".
وبحسب البوابة البريطانية فإن المشروع الجديد ليس مجرد توسعة صناعية لمجموعة "سافران"، بل هو دخول فعلي للمغرب إلى قلب سلاسل القيمة العالمية في صناعة الطيران، بفضل ما راكمه من خبرة صناعية، واستقرار مؤسساتي، وشبكة قوية من الكفاءات المحلية المدربة.
كما أشار التقرير البريطاني إلى أن حضور شركات عالمية كبرى مثل "بوينغ" و"إيرباص" و"سافران" في السوق المغربية يؤكد التحول العميق في النظرة الدولية للمغرب، الذي لم يعد يُعتبر فقط قاعدة إنتاج منخفضة الكلفة، بل شريكا تكنولوجيا موثوقا قادرا على تطوير حلول صناعية مبتكرة.
ويأتي هذا المشروع ثمرة أكثر من عقدين من السياسات الصناعية الموجهة نحو القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، والتي ارتكزت على تطوير بنية تحتية متقدمة، وإنشاء مناطق صناعية متخصصة في النواصر وطنجة والقنيطرة، إلى جانب برامج تكوين متطورة في مهن الطيران والهندسة الدقيقة.
ويؤكد متتبعون أن هذا المركب الجديد يعزز قدرة المغرب على الاندماج في سلاسل التوريد الأوروبية والبريطانية، ويدعم في الوقت ذاته جهوده لتنويع صادراته الصناعية نحو قطاعات أكثر تقدما تكنولوجيا.
ويرى محللون اقتصاديون أن نجاح مشروع “سافران” بالنواصر سيشكل نقطة تحول في مسار التصنيع المغربي، ويمهد الطريق لمزيد من الاستثمارات الأجنبية في الصناعات المتقدمة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والصناعات الدفاعية، والتقنيات الدقيقة، وهي المجالات التي تراهن عليها المملكة لترسيخ مكانتها ضمن الاقتصادات الصناعية الصاعدة.