اقتصادكم- عبد الصمد واحمودو
في عالم كرة القدم، كل شيء متغير، فاللاعبون متغيرون، والمدربون متغيّرون، والنتائج متغيرة، والمسؤولون متغيّرون، وحدها الجماهير على تباث.
بغض النظر عن العناصر السابقة، فإن أكثر ما يؤرق المتتبعين والعشاق ليس تغير اللاعب أو المدرب، بل الأداء الجماعي للفريق أو الفردي للاعب، الذي قد يكون تحت تأثير ظاهرة المدّ والجزر، تبعًا لعوامل كثيرة محيطة. وبالحديث عن التغير فأفكار المدرب متغيرة، وتشكيلة الفريق كذلك، وقد تكون الأسباب إكراهات وقد تكون قناعات.
وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، ومنذ التحاقه بالإشراف على العارضة التقنية للفريق الوطني قبل مونديال قطر، أحدث عدة تغييرات على مستوى المجموعة، سواء بتغيير مراكز بعض اللاعبين أو توظيفهم حسب الحاجة، أو خلق أسلوب لعب مغاير للبعض الآخر بما يتماشى مع الفلسفة العامة للمجموعة. كما كان يعتمد على بعض الأسماء التي لم تعد متجانسة مع خليطه الكروي ما دفعه للاستغناء عنها. وبين مونديال قطر وكأس إفريقيا 2025، مرّ المنتخب بمحطة سابقة في الكوت ديفوار، حيث غادر المنافسة أمام البافانا بافانا، وعاد من سان بيدرو إلى المملكة بخفّي حُنين، بعد أن كان رابع العالم قبل سنة فقط.
إلا أن وليد ومجموعته لم يستغلّوا ذلك المكسب لتوظيفه في الاستمرار بتحقيق الإنجازات والتتويج بالأميرة السمراء المتوهّجة، التي من شأنها أن تنير عتمة خزينة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
آخر تشكيلة للمنتخب المغربي في "الكان":
كانت آخر مباراة للمنتخب المغربي في كأس إفريقيا بالكوت ديفوار تلك التي غادر فيها المنافسة أمام منتخب البافانا بافانا، وقد خاض وليد اللقاء بالأسماء التالية:
• حراسة المرمى: ياسين بونو
• خط الدفاع: أشرف حكيمي – نايف أكرد – رومان سايس – نصير مزراوي
• خط الوسط: سفيان أمرابط – سليم أملاح – عز الدين أوناحي
• خط الهجوم: أمين عدلي – يوسف النصيري – عبد الصمد الزلزولي
وإذا عدنا إلى آخر توقف دولي، فقد خاض المنتخب مباراتين: الأولى أمام الموزمبيق، والثانية أمام أوغندا، وكلاهما احتضنهما ملعب طنجة الكبير.
تشكيلة وليد الركراكي أمام منتخب الموزمبيق:
• حراسة المرمى: ياسين بونو
• الدفاع: رومان سايس – جواد الياميق – أنس صلاح الدين – نصير مزراوي
• الوسط: نائل العيناوي – عز الدين أوناحي – سفيان أمرابط
• الهجوم: أيوب الكعبي – عبد الصمد الزلزولي – إبراهيم عبد القادر دياز
بعد مباراة موزمبيق، خاض المنتخب المغربي ودية أخرى أمام أوغندا، وكانت التشكيلة كالتالي:
• حراسة المرمى: ياسين بونو
• خط الدفاع: نصير مزراوي – جواد الياميق – غانم سايس – أنس صلاح الدين
• خط الوسط: سفيان أمرابط – عز الدين أوناحي – نائل العيناوي
• خط الهجوم: إبراهيم دياز – إسماعيل الصيباري – حمزة إيغمان
بين مباراة جنوب إفريقيا ضمن "كان" الكوت ديفوار، ووديتي أوغندا وموزمبيق في آخر توقف دولي، طرأت مجموعة من التغييرات على الجانب التقني والتكتيكي للمنتخب. ومهما كنا مطلعين على شؤون المنتخب، يبقى الجانب التقني من اختصاص أهل الخبرة، الذين سيحيطوننا علما بأهم المتغيرات والتعديلات التي طرأت على المنتخب المغربي منذ "كان 2023" إلى غاية "كان 2025".
وفي هذا السياق يرى المحلل الرياضي المهدي كسوة أن هناك فرقًا واضحًا على مستوى أداء المنتخب الوطني بين محطة 2023 في ساحل العاج، والمحطة المقبلة التي نترقبها في بلدنا. فهناك اختلاف من حيث الشكل، ومن حيث اختيارات اللاعبين، وكذلك من حيث طريقة اللعب، إضافةً إلى إدماج أسماء جديدة استعدادًا للبطولة التي ستقام في المغرب بحضور جماهيري كبير، ما سيمنح المنتخب إضافة قوية وشحنة معنوية مهمة.
إرادة موحدة
وأوضح كسوة أن المغرب اليوم يمتلك إرادة موحّدة بين الشعب واللاعبين والإدارة التقنية، من أجل استرجاع اللقب الغائب عن الخزائن منذ السبعينيات.
الأداء الفردي أقوى من الجماعي
ومن الناحية التقنية، يعتبر المهدي أن العمل الفردي لا يزال حاضرًا بقوة في طريقة لعب المنتخب الوطني، إذ يبدو أن الاعتماد على المهارات الفردية للاعبين أكبر من الاعتماد على العمل الجماعي. وما زالت لدينا بعض النواقص على مستوى الأداء الجماعي، خصوصًا في امتلاك الكرة وتنفيذ الآليات الجماعية التي تساعد على خلق المساحات.
وأضاف أن اللاعبين يتمتعون بجودة فردية عالية تمنح المنتخب تفوقًا واضحًا في كثير من الحالات. أما من الناحية البدنية، فاللاعبون جاهزون، وهناك مؤشرات إيجابية، خاصة أنهم خاضوا عددًا كبيرًا من الدقائق مع فرقهم، مما يجعل جاهزيتهم البدنية جيدة.
نجاعة الكرات الثابتة
وفي ما يتعلق بالعمل التكتيكي، فقد شهد تطورًا ملحوظًا، خصوصًا في الاعتماد على أسلوب اللعب بالكرات الثابتة، التي أصبحت تمنح المنتخب إضافة مهمة وتساعده على حسم عدة مباريات.
ويقول كسوة كذلك إن المنتخب ما يزال يعاني من ضعف في امتلاك الكرة وصناعة الخطورة عبر العمل الجماعي، وقد يتحسن الأداء مع مرور مباريات الدور الأول في كأس أمم إفريقيا.
وأشار إلى أن الجميل في بطولات “الكان” أنها تُلعب بنظام سريع، مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام، مما يساعد على تطوير الإيقاع وتحسين الأداء تدريجيًا.
وخلص إلى أنه بصفة عامة، هناك مؤشرات ومقومات واضحة تؤهل المنتخب للمنافسة على اللقب، خصوصًا وهو يلعب على أرضه ووسط جماهيره في كأس أمم إفريقيا، إن شاء الله.